جاء إعلان إسرائيل مؤخرا عن نيتها الإفراج عن قائد حركة فتح مروان البرغوثى خلال الأيام القادمة والمحكوم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات، وذلك ضمن الصفقة التى تعقدها اسرائيل مع حركة حماس من خلال مفاوضات القاهرة واتفاق التهدئة، ليثير العديد من التساؤلات حول مصلحة حماس بالمطالبة بالإفراج عنه، وما إذا كان سينافس الرئيس الفلسطينى أبو مازن فى انتخابات الرئاسة القادمة.
كان طلب حماس الإفراج عن قيادى له مكانته فى حركة فتح مثل البرغوثى، مفاجأة لأى متابع للوضع فى فلسطين، إلا أن على أرض الواقع حماس لديها مبرراتها من هذا الطلب، والتى أشار إليها خبير العلاقات الفلسطينية سمير غطاس، حيث يرى أن حماس توجه رسالة مباشرة للشعب الفلسطينى والعالم أنها المسئول الأول عن كل الفصائل بما فيها فتح، والممثل الوحيد للشعب الفلسطينى، ليس هذا فحسب بل إن مروان البرغوثى كما يؤكد غطاس، لا يتبع الخط المتشدد الذى يتخذه كثير من القياديين بحركة فتح ضد حماس، ومن المعروف عن البرغوثى أيضا أنه يشجع الوحدة الفلسطينية، حيث لعب دورا بارزا فى نجاح "اتفاق القاهرة" بين الفصائل الفلسطينية، والذى قاد إلى مشاركة معظم الفصائل فى انتخابات المجالس البلدية وانتخابات المجلس التشريعى الفلسطينى الثانية فى يناير 2006، والاتفاق على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وترتيب البيت الداخلى الفلسطينى.
كما كان البرغوثى يدعو بشكل دائم إلى إصلاح حركة فتح وديمقراطيتها ونبذ سياسة الإقصاء والتغييب، وطالب بانتخاب قيادة جديدة للحركة وإبعاد رموز الفساد، وشجع على انضمام كل الفصائل لمنظمة التحرير وتلك الرؤية المنفتحة التى يتبناها البرغوثى تعطى لحماس الأمل فى فتح حوار أكثر تفاهما مع فتح.
كل تلك الأسباب تجعل من طلب حماس أمرا منطقيا، ولكن الإفراج عن مروان البرغوثى يراه المفكر الفلسطينى عبد القادر ياسين سيخلق منافسا قويا للرئيس محمود عباس على مقعد الرئاسة، لما له من شعبية اكتسبها من خلال تاريخه فى حركة المقاومة، كما يؤكد عبد القادر أن كل استطلاعات الرأى التى أجريت فى فلسطين عقب العدوان الآخير على غزة، أكدت انخفاض أسهم أبومازن نظرا لتقاعسه عن مواجهة الحرب بشكل فعال، وترشح البرغوثى ليحل محله، ولذلك فإن عباس لن يقوى على منافسة انتخابات الرئاسة القادمة وربما يكون البرغوثى الأجدر لهذه المكانة.
فى حين يرى دكتور محمد عبد السلام الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن البرغوثى أمامه مشكلات عده لترشحه للرئاسة، أولها أنه عضو قيادى فى حركة فتح، وبالتالى يخضع لقرارات الحركة، وفى الانتخابات السابقة حاول أن يخوض الانتخابات فى مواجهة أبو مازن، إلا أن الحركة رفضت ورأت أن يكون لها مرشح واحد، وبالتالى فالقرار لن يكون له وإنما للحركة.
والعائق الثانى يراه عبد السلام فى أن وجود البرغوثى بالضفة الغربية أمر صعب تحقيقه على أرض الواقع، فإسرائيل تطالب معتقلى حماس إما أن يبقوا فى غزة أو أن يغادروا فلسطين، وبالتالى لن تستثنى إسرائيل البرغوثى من هذا، وستقصيه بعيدا عن غزة، مما يجعل أمر ترشحه للرئاسة حلم مستحيل.
مع اقتراب انتخابات السلطة الفلسطينية..
هل تفاوض حماس لإطلاق البرغوثى لمنافسة أبو مازن؟
الأربعاء، 18 فبراير 2009 03:57 م
قائد حركة فتح مروان البرغوثى