قال تقرير صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة ووكالات غير حكومية إن أكثر من ربع الشباب العراقى يعانى البطالة، الأمر الذى يهدد استقرار البلاد. وتوضح إحصاءات البطالة صعوبة جذب الاستثمارات للبلاد بسبب المناخ الخطر، إذ يبلغ معدل البطالة فى البلاد 18% بالإضافة إلى 10% من قوة العمل التى تعمل جزءا من الوقت وتحتاج أن تعمل أكثر، وفق ما أظهر أول تحليل للقوة العاملة فى العراق والذى سجل أيضا هبوط أسعار النفط وضعف القطاع العام كمشكلة رئيسية تواجه الأمة.
وأظهر التحليل الذى صدر عن وحدة تحليل المعلومات التابعة للأمم المتحدة أن 28% من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما عاطلون عن العمل، و17% فقط من النساء، فيما أن 45 ألفا من العراقيين الذين دخلوا سوق العمل هذا العام لن يجدوا عملا من دون بذل جهود متضافرة لتعزيز القطاع الخاص.
وتسلط الإحصاءات الضوء على الصعوبات التى تكتنف اجتذاب الاستثمارات الأجنبية إلى العراق والتشجيع على بدء الأعمال التجارية فى بلد أكثر أمنا من السنوات الخمس الأخيرة، إلا أنه مازال ينظر لبعض المخاطر التى تنطوى على الغرباء والأثرياء العراقيين الذين هاجروا البلاد خلال الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى تسليم الولايات المتحدة مقاليد الأمور للحكومة العراقية أواخر العام الماضى، وكلا الجانبين أكد على أن السبيل الوحيد لإنجاح السلطة ومنع أبناء العراق من العودة للعنف هو إيجاد فرص عمل لهم.
وقال التقرير إنه فى ظل العمالة المتخلفة عن القطاع الخاص، اتجه معظم العراقيين إلى الحكومة من أجل إيجاد فرص عمل، لذا تضاعفت العمالة فى القطاع العام منذ 2005، حيث تمثل الآن 60% من الوظائف كاملة الوقت، إلا أنه مع انخفاض أسعار النفط لم تستطع الوظائف العامة تحمل المزيد.
وكان النفط العراقى يمثل 90% من عائدات الدولة إلا أن أسعار النفط تراجعت أكثر من 100 دولار للبرميل منذ يوليو 2008 لتصل لأقل من 40 دولارا كثمن لبرميل النفط الواحد، وقبل ذلك أعلنت الحكومة العراقية زيادة أعداد موظفى الخدمة المدنية وشجعت على عودة الأطباء والمدرسين وغيرهم ممن فروا خلال الحرب وذلك حينما بلغت أسعار النفط ذروتها.
وقال رعد عمار رئيس غرفة التجارة والصناعة العراقية الأمريكية فى بغداد أن حل البطالة هو مزيد من وظائف القطاع الخاص، إلا أن هذا القطاع يلقى سمعة سيئة، مضيفا أن الشركات الخاصة تدفع أجورا أقل من الحكومة كما أنها لا تهتم بالموارد البشرية.
وقال مسؤولون سياسيون وعسكريون عراقيون وأمريكيون إن الشباب العراقى فى حاجة ماسة إلى العمل وإلا سيتم تجنيدهم من قبل المتمردين الذين يدفعون هؤلاء الشباب لزرع القنابل وارتكاب أعمال عنف أخرى، فرغم تراجع الهجمات فى الأشهر الأخيرة إلا أن العراقيين والقوات الأمريكية ما زالوا مستهدفين من قبل هؤلاء المتمردين.
تقرير للأمم المتحدة يؤكد..
الشباب العراقى العاطل يهدد استقرار البلاد
الأربعاء، 18 فبراير 2009 06:34 م