مدحت قلادة

إيمان وأعمال

الأربعاء، 18 فبراير 2009 10:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار مقالى "أدين بدين الحب" الكثير من ردود الأفعال، خاصة بعد اختياره من قبل عدد من المواقع للنشر فى مواقعها نقلاً عن اليوم السابع، وامتلأ بريدى الإلكترونى بعدد كبير من الرسائل منها المادح والقادح، وشكرت الله عز وجل على ردود الفعل الكثيرة وامتلاء بريدى الإلكترونى بهذا الكم من الرسائل، فقررت أن أولى اهتمامى للأخوة الأفاضل القادحين وليس للمادحين، انطلاقاً من مقولة "من حجب نفسه عن النقد حجب نفسه عن السعى للكمال".

"من الشجرة تعرف الثمرة"، مثل شعبى مصرى يعبر عن واقع سليم مائة بالمائة، فهل رأيتم شجرة تين تخرج حسكاً أو شجرة تفاح تنتج تيناً "من الثمرة تعرف الشجرة" هكذا أيضاً من الأعمال يعرف الإيمان. فبأعمال الإنسان يعرف إيمانه، فالشخص المحب الباذل العطاء المضحى بماله ووقته وجهده لجميع من حوله الذى يكن مشاعر حب واحترام وتقدير للجميع حتى المخالفين لعقيدته ومذهبه، ترى ماذا يكون إيمانه؟ أليست أعماله برهانا على إيمانه؟ فالعطف والحب صفة سامية ويصبغ معتقده بصفة من صفات الله "المحب العطوف الرءوف... إلخ".

الشخص المتكبر عديم الرحمة النرجسى الذى يجز المخالفين له، ولعقيدته من البشر، أمام كاميرات التصوير.. الذى يستبيح حياة وأموال وبيوت وأماكن عبادات الآخرين، أليس هذا أيضاً يعبر عن إيمانه؟!! الشخص النرجسى الناظر للآخرين "من البشر" على أنهم أحط وأحقر من يشاطرهم أحزانهم وأفراحهم وأعيادهم، أليس بسلوكه أيضاً يعبر عن إيمانه؟!! كما أن الشجرة لا تُعرَف بدون ثمرتها كذلك الإيمان بدون أعمال لا يُعرَف، بل يصبح إيمانه ميتا فى ذاته ولا يستطيع أحد أن يعبر عن إيمانه بدون أعماله، فأعمال الإنسان شهادة حية وصادقة لإيمانه كما قال معلمنا يعقوب الرسول فى كتابنا المقدس ليس "المكدس"، مثلما صرح أحد الأشخاص فى حديث تلفزيونى شهير على الهواء مباشرة (هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت فى ذاته، ‏لكن يقول قائل أنت لك إيمان وأنا لى أعمال. أرنى إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالى إيمانى) (رسالة القديس يعقوب2 : 17 و 18)‏ ترى هل يدرك كل نرجسى كاره للآخر أنه يسىء لإيمانه بالدرجة الأولى ويسىء لشخصه بالدرجة الثانية؟ وهل يدرى أن بأعماله يظهر إيمانه فإن كانت أعماله أعمال رحمة وحب يكون إيمانه إيمان حب ورحمة والعكس أيضاً.

ترى من كان شعاره قرآن وسيفين هل ننتظر منه أعمال فرح محبة سلام؟!! أم العكس.. ترى من يسرق ويحرق ويهدم بيوت عبادة الآخرين ومن يقف أمام بناء بيوت عبادتهم ماذا يكون إيمانه؟!! .

ترى من يستحل أرواح النساء المعوقات ذهنياً والأطفال لتفجيرهم وقتل الغلابة من الشعب ماذا نتوقع بإيمانهم؟

ترى من يعتقد أنه الأفضل والأحسن والأكثر خلقاً من الآخرين وأعماله تدينه ماذا نقول عن إيمانه ؟

أخيراً الذهب والحجر سيان وهما فى الصندوق مخفيان "مثل فارسى". هكذا الإيمان والكفر مخفيان إلى أن يظهرا فى الأعمال .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة