ألسنا بحاجة إلى التغيير ولو من باب التغيير والملل مما نحن فيه الآن، ألسنا بحاجة إلى تغيير أفكارنا وثقافتنا وآرائنا لمواكبة من حولنا. ألسنا بحاجة إلى التصالح مع أنفسنا ونبدأ هذا العام بعقول مستنيرة ومحددة لأهدافنا نحو التقدم للأفضل، وبناء عقول أجيال صاعدة مستنيرة على الحق وثقافة الحوار والعمل من أجل التقدم.. ألسنا بحاجة إلى التنافس من أجل الارتقاء بهذا البلد وهذا الشعب.. ألسنا بحاجة إلى الإطاحة بكل العناصر المسرطنة داخل النظام المصرى؟
فدعونا نفكر سوياً ولو قليلاً ماذا يحدث لو ظهر حزب آخر بجانب الحزب الوطنى يكون مرآته ليحسن أداءه، أو أن يظهر نادى آخر بجانب النادى الأهلى ليثبت تفوقه الحقيقى، وماذا لو وزعت شركات القطاع العام على الأحزاب لإدارتها تحت إشراف الحكومة للنهوض بالأحزاب والشركات، وليسأل كل منا نفسه: ماذا لو عايشنا روح المنافسة بين الأحزاب والهيئات والمنظمات المختلفة؟.. ألم تصبح الحياة وقتها أكثر إشراقاً؛ بدلاً من المنافسة على الكراسى؟.
ولسوف تصبح الحياة السياسية مكشوفة وأكثر شفافية، وسيشعر كل منا أننا داخل دولة ووطن وليست "عزبة"!! عندها سوف تدعو إرادتنا عجلة الحضارة للكف عن الدوران للخلف؛ لتغير اتجاه دورانها إلى الأمام، ونأخذ مكاننا فى ركب التقدم.. ربما يكون هذا حلم.. لكنه حلم يبعث داخلى الأمل لغدٍ أفضل.
ومن لم يكن له ماضى لا يكون له حاضر ولا مستقبل، ولكننا للأسف لنا ماضى نتباهى به طوال الوقت، ولكن لا نملك حاضر متعلم ومثقف يؤهلنا لمستقبل أفضل، ولا نملك سوى شعارات رنانة كاذبة نرضى بها غرور أنفسنا الضعيفة التى لا تريد أن تواجه الواقع المرير الذى أصبحنا عليه من جيل إلى آخر، نتوارثه فرحين بهذا الإنجاز المتدنى العظيم، فيالخيبة الأمل التى جعلتنا جميعاً نضع أيدينا على وجوهنا ولا نملك الشجاعة لتغيير هذا الواقع المفروض علينا بالقهر والظلم.
محمد ماهر عثمان يكتب ..حلم التغيير حقيقة أم سراب؟
الثلاثاء، 17 فبراير 2009 02:08 م