دعا الزعيم جمال عبد الناصر لعقد مؤتمر قمة عاجل، دعا الملوك والرؤساء والأمراء العرب وكل قادة الدول المحبة للحرية والاستقلال والسلام، وافق القادة العرب وبشرط وتلك هى المرة الأولى التى يضعون فيها شرطا لعقد قمة يدعو إليها الزعيم عبد الناصر، وضعوا الشرط لإعفائهم من الحرج وحتى يتحدث الواحد منهم دون خوف أو تحفظ لأن ارتباطاته بدول أخرى تقتضى الكثير، كان الشرط هو حضورهم القمة متنكرين، اضطر عبد الناصر لقبول الشرط ودعا بقية قادة الدول الأجنبية إلى التنكر أسوة بالقادة العرب، حضر الضيوف ومنهم من لبس طاقية شكوكو ومنهم من جاء لابسا طاقية ماما نويلة "زوجة بابا نويل" ومنهم من لبس طاقية الإخفا والآخر بطاقية جحا وجاء من لبس قماشة غاندى أو كاسكتة جيفارا ورأينا من جاء برداء الإحرام.
حضر الضيوف على وجه السرعة وتأخر بعض القادة لأسباب منها: إصرار البعض على الحضور لابسا حذاء من إنتاج مصانع منتظر الزيدى وهذه الماركة نادرة فى السوق كما أن البعض تأخر بسبب انتظار تصريح بالإقلاع والعبور جوا تحاشيا لضرب طائرته بسلاح الجو الإسرائيلى المرابض بالأجواء العربية، بدأ الاجتماع ولوحظ هرج ومرج فى الصفوف الأخيرة من القاعة وتبين أن بعضهم كان يدخن سجاير محشوة بالحشيش وهو ما أثار حفيظة أحدهم الذى لا يتعاطى هذه النوعية الشعبية الرديئة من المخدرات، راح القادة يتحدثون ويدلون بآرائهم فى الأزمة الطاحنة الناجمة على الهجوم الإسرائيلى على غزة، طلب أحدهم ضرورة تحجيم رئيس ليبيا لأنه يطالب القادة بما هو فوق طاقتهم، وطالب آخر بضرورة وضع حد لتهور وعنجهية الأخ بتاع الشيعة المدعو حسن نصر الله, وطالب ثالث بأن تعبر سوريا عن قوتها بخوض الحرب ضد إسرائيل لتحرير الجولان وبعدها سيقف العرب وراءها، طالب آخر بأن يكف السودان عن خلق جبهات جديدة وعليه أن يكتفى بما تحت يده من أرض وليترك الجنوب ودارفور لحال سبيلهم، وطالب آخر بأن يستثمر الفلسطينيون الهجمة الإسرائيلية وذلك ببيع أعضاء قتلاهم وجرحاهم للدول التى لم تقر حتى الآن قانون نقل الأعضاء، أو بيعهم لطلاب كليات الطب، وبأن يبيعوا تقنية صناعة الصواريخ النووية التى أزعجت الدول المجاورة، يبيعونها للدول الصناعية الكبرى التى تفتقر إلى هذه التقنية، ودعا آخر إلى ضرورة احتواء إسرائيل وذلك بقبول عضويتها بجامعة الدول العربية ربما عندها تدرك أن الشعب العربى مسالم ومحب للسلام وليس بالشعب الدموى عندها ربما يعم السلام وتنسحب إسرائيل من الجنوب اللبنانى "قرية الغجر ومزارع شبعا" وتنسحب من الجولان ومن قطاع غزة والضفة ومن كل فلسطين فيحملون متاعهم باحثين عن بلاد بعيدة جدا عن بلاد العرب.
وقال آخر "كنا نتمنى لو أن هذا التجمع إنما لمشاركة سيادتك يا زعيم فى الاحتفال بعيد ميلادك"، لقد ترك عبد الناصر الفرصة للجميع كى يتحدثوا، لم يعرف الكثيرون أن عبد الناصر كان مغرضا فى ذلك إذ استطاع أن يعرف كل من تحدث من خلال لغته على الرغم من أن الجميع تحدث باللغة الإنجليزية ولكن بالطبع هو يعرف مستوى ونبرة كل زعيم عربى حين يتحدث بالإنجليزية كما أن عبد الناصر كان له هدف آخر هو أنه عندما تطول الجلسة فإن الزعماء سيتلقون اتصالات من أهلهم و ذويهم على موبايلاتهم وعندها عرف العربى من غير العربى لأن رنات الزعماء العرب كانت مابين "بحبك يا حمار، بحبك أه أسيبك لا، والله ما يسوى، الخيار الخيار، العنب العنب، أيظن، الأماكن، عيرتنى بالشيب، أصله مبيعرفش، خدنى فى حنانك خدنى، جرح تانى، يا شابك ألبى بالهوا" ولذا حدث أنه وبعد انتهاء الجلسة وبدأ الزعماء فى مصافحة الزعيم عبد الناصر والانصراف، وجدوا أن عبد الناصر يصافح الواحد منهم ويقول له انتظر يا فلان شوية، عرف عبد الناصر جميع الزعماء العرب من لهجتهم ورنات موبايلاتهم، جلس معهم بعد انصراف القادة الأغراب، تحدث إليهم فى كلمات قليلة حيث قال لهم: "عيب، عيب عليكم، انتو مش عيال صغيرين" انتهى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة