حذر التقرير السنوى لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، من صعود النفوذ الروسى فى دول أوروبا بشكل يهدد المصالح الأمريكية فى تلك الدول. واتهم التقرير موسكو بالعمل على زعزعة الاستقرار فى البلقان، والمساهمة فى تعقيد الأزمة المالية العالمية.
وقال مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، دينيس بلير، فى استعراضه للتقييم السنوى للتهديدات التى تواجه الولايات المتحدة، أن سياسات روسيا وتصورها لقوتها المزعومة والتوترات فى منطقة أوراسيا والقوقاز وآسيا الوسطى، وتزعزع الاستقرار فى البلقان، تهدد مصالح واشنطن فى أوروبا.
وقال بلير، وهو أدميرال متقاعد، فى شهادة أدلى بها مؤخرا أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكى، إن روسيا تواصل إعادة بناء قوتها العسكرية وتستخدم قوتها كى تصور للعالم أنها مازالت قوة يحسب حسابها، مستشهدا بما فعلته فى جورجيا العام الماضى, مضيفا أن التحدى الروسى للمصالح الأمريكية ينبع حاليا من تصور موسكو لقوتها مقابل حالة الضعف التى ألمت بالدولة فى التسعينيات.
وأشار بلير إلى أن تورط أمريكا فى العراق وأفغانستان، والشعور العام بالعداء لأمريكا قد فتح لروسيا نوافذ لوضع ترتيبات بديلة للنظام المؤسسى الاقتصادى والسياسى العالمى الذى تقوده واشنطن.
وأوضح الأدميرال الأمريكى أن روسيا تحاول زيادة قدرتها على التأثير على الأحداث من خلال توثيق علاقاتها بشكل نشط مع القوى الإقليمية ومن بينها الصين وإيران وفنزويلا, كما حذر من أن سياسة الطاقة التى تنتهجها روسيا تهدف إلى تأكيد أهميتها فى أوروبا، كما تحاول إحكام سيطرتها على إمدادات الطاقة وشبكات النقل لأوروبا وشرق آسيا، وتعزيز حصتها فى السوق الأوروبية من خلال الدخول فى شراكات ثنائية جديدة، وتشكيل شبكة تصدير للغاز مع مصدرين رئيسيين آخرين.
ولم يلبث بلير أن يجعل الصورة قاتمة تماما، فنوه إلى أن الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن تواصلا العمل معا على صعيد بعض القضايا، إلا أن قضايا مثل توسيع عضوية الناتو، والدرع الصاروخى التى تعمل واشنطن على نشره فى أوروبا، وإقليمى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الجورجيين تمثل عقبات على درب هذا التعاون.
