آراء أمريكية تنقسم حول الحوار معها وتوضح..

الدعم السورى والإيرانى يهدد شعبية حماس

الثلاثاء، 17 فبراير 2009 09:10 م
الدعم السورى والإيرانى يهدد شعبية حماس الدعم الإيرانى أفسد شعبية حماس
كتب محمود المملوك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة، وما سبقه من تكثيف حركة حماس لتهديداتها للجانب الإسرائيلى، وإعلانها عن انتهاء الهدنة، الأمر الذى أخذته إسرائيل منطلقًا لها فى هذا العدوان، جدلاً واسعًا حول أسلوب إدارة حركة حماس للصراع مع إسرائيل منذ سيطرتها على قطاع غزة فى منتصف عام 2007، ومن ثم الأسلوب الأمثل للتعامل معها كفصيل فلسطينى معنى بالعملية السياسية وعملية السلام.

وفى هذا الإطار تناولت عديد من التحليلات الأمريكية – كما نشر موقع تقرير واشنطن - الدور الذى لعبته حماس فى إشعال الأزمة الأخيرة، وما تتلقاه الحركة من دعم من قبل بعض الأطراف الإقليمية، وذلك فى محاولة للإجابة على تساؤل محورى حول إمكانية استيعاب حركة حماس من خلال إجراء حوار مع قياداتها، ومدى النجاح المحتمل لهذا الحوار للوصول إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية، فى ظل تعنت طرفى النزاع وتعثر المفاوضات، بسبب شروط كل منهما المجحفة فى رأى الطرف الآخر.

هناك اختلاف فى وجهات النظر العربية والغربية حول أسباب وتداعيات العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة الذى بدأ فى السابع والعشرين من شهر ديسمبر الماضى (2008)، والذى استمر لقرابة اثنين وعشرين يومًا. وهذا الانقسام فى الرأى حول أسباب العدوان كان محور مقالة "حسن منيمنيه" الخبير بمعهد أمريكان إنتربريز، التى حملت عنوان "تحدى حماس"..

يرى الكاتب أن اختلاف وجهات النظر امتد ليشمل الأطراف الإقليمية التى انقسمت ما بين مؤيد لحركة حماس ولائم لها، فبينما أمعن الإعلام العربى فى إظهار الدمار والإصابات التى لحقت بالفلسطينيين، أوضح الإعلام الغربى أن الحرب على غزة من جانب إسرائيل كانت بهدف الدفاع عن النفس، وشجبًا لسلوك حماس غير المسئول المتمثل فى استهداف البلدات الإسرائيلية بالصواريخ، وإنهائها الهدنة، ورفضها للمبادرة المصرية – السعودية.

وفى هذا الإطار أشارت المقالة إلى أن النهج الذى اتبعته حماس خلال فترة الحرب هو النهج ذاته الذى اتبعه حزب الله فى حربه الأخيرة مع إسرائيل (يوليو وأغسطس 2006)، المتمثل فى عدم الاكتراث بأرواح المدنيين، ومستقبل البلاد السياسى والاقتصادى، بهدف تحقيق نصر زائف – حسب الكاتب - غير أن ما أبدته حماس وتبديه من تصلب مدعوم من سوريا وإيران، قد أثر سلبًا على شعبيتها عربيا. كما حملها عديدًا من الزعماء العرب بمن فيهم الرئيس الفلسطينى "محمود عباس" مسئولية المجزرة التى حصدت أرواح المدنيين الفلسطينيين.

ومع تأكيد المقالة السابقة على مسئولية حماس عن الدمار الذى خلفته الحرب الأخيرة على غزة، أشارت مقالة أخرى تحمل عنوان "كيف يمكن للكلمات أن تنهى الحرب" للكاتبين "سكوت أتران" و"جيرمى جينجز"، نشرت بصحيفة نيويورك تايمز، إلى أن كلا الطرفين مسئول عن الحرب- أى إسرائيل وحماس- وأنه من الصعب تحديد الخاسر والرابح فى هذه الحرب، التى راح ضحيتها آلاف الأبرياء، ومليارات الدولارات. ومع ذلك يبدو أن الصراع بين الطرفين مؤهل للدخول فى مواجهات عسكرية أخرى باتت وشيكة، غير أن ذلك لا يعنى استحالة الوصول إلى حل سياسى حتى مع أكثر الأطراف تشددًا من الجانبين.

وفى مستوى آخر للتحليل أشار الكاتبان أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى دينى النزعة، وتسيطر عليه أيديولوجيات دينية متعددة تعتنقها قيادات الجانبين وتؤمن بها، وتدير هذا الصراع وفقًا لها، مستعينين فى ذلك التحليل باستطلاع للرأى أجراه الكاتبان على ما يقرب من 4000 فلسطينى، وإسرائيلى بين عامى 2004 و2008، استهدفا منه معرفة الاتجاهات السياسية للمواطنين، بمن فيهم اللاجئون، ومؤيدو حماس.

وتأكيدًا على أن ما يحكم الصراع بين الطرفين أيديولوجيات المعنيين بإدارته من الجانبين، أكدت نتائج الاستطلاع الذى سعى لقياس مدى استجابة المستطلعين لتقديم بعض الحوافز مقابل سلام دائم، على أن حركة حماس إنما تسعى إلى تحقيق مكاسب معنوية إلى جانب الموافقة على ما تضعه من شروط لإتمام عملية السلام، يبقى فى مقدمتها انتزاع اعتذار من إسرائيل للشعب الفلسطينى عن معاناته، حيث شمل الاستبيان على سبيل المثال، "موسى أبو مرزوق" الذى يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، الذى أكد على ما سبق، وذلك من خلال سؤاله عن إمكانية نجاح عملية السلام بدون الاعتراف بحق العودة، فى مقابل دعم مالى ومنح من الدول الغربية لإعادة التعمير وتطوير البلاد، فكان رفضه قاطعًا، وعندما عرض عليه الاعتذار للشعب الفلسطينى من قبل إسرائيل، بدا أكثر مرونة مؤكدًا أن الاعتذار مهم كبداية.

وتأكيدًا على إمكانية التوصل لحل سياسى ناجح للقضية الفلسطينية، أشار الكاتب "ريتشارد دبليو مورفى" الخبير بمعهد الشرق الأوسط فى حوار أجراه، نشره "مجلس العلاقات الخارجية"، إلى أن الولايات المتحدة بمقدورها إحلال السلام بين إسرائيل وفلسطين، إذا لم تضع الحوار مع حماس على قائمة محظوراتها، والاكتفاء بالحوار مع السلطة الفلسطينية كما كان الحال طيلة السنوات الماضية، لاسيما بعد سيطرة حماس على غزة. مؤكدًا على أن هذا الحوار لن يأتى سريعًا، لكنه فى الوقت ذاته حتميًا، وعلى اعتقاده بأن حماس تعد ممثلاً شرعيا لجزء من الشعب الفلسطينى، وبالتالى يجب وضعها فى الاعتبار عند تناول حلول القضية الفلسطينية.

وعلى النقيض مما سبق أشارت مقالة بعنوان "هل يجب التفاوض مع حماس" " Should We Talk to Hamas؟"، نشرت على موقع معهد " أمريكان إنتربريز"، للكاتب "ديفيد فروم"، الزميل بالمعهد، إلى صعوبة التوصل إلى حل سلمى فى القضية الفلسطينية طالما أن حماس طرف أساسى فيها، نظرًا للمواقف المتعنتة التى تتبناها الحركة، حيث أوضحت المقالة أن الحرب الأخيرة على غزة قد أعادت طرح تساؤل سابق مفاده: هل يجب على الحكومات الغربية إجراء حوار مع حماس؟ إذ إنه ولسنوات عدة مضت حثت مجموعة من المتخصصين فى السياسة الخارجية على ضرورة الحوار مع حركة حماس، وقد تصاعدت الدعوات بإجراء هذا الحوار عقب التطورات الأخيرة، كما تبنت عديد من الحكومات الأوروبية هذا الرأى، وعلى رأسها الحكومة البريطانية.

وفى مقالته حاول الكاتب أن يلقى مزيدًا من الضوء على الجدل المحتدم حول إمكانية إجراء حوار مع حماس، حيث أوضح وجهة نظر الداعين إلى هذا الحوار، موضحًا اعتقادهم بأنه على الرغم من قيام حركة حماس بأعمال انتقامية فى الجانب الإسرائيلى، غير أن الحركة لا يمكن إنكار دورها فى تقديم الخدمات للمجتمع الغزاوى، لاسيما فى ظل ما تتلقاه الحركة من دعم من قبل الفلسطينيين فى القطاع، وهو ما أدى إلى فوز حماس بالأغلبية فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وهى الانتخابات الوحيدة التى تمت فى فلسطين عام 2006، كما أنه لا يمكن الحكم على كل أفراد حماس بأنهم مرتكبون لأعمال العنف التى تستهدف حياة المدنيين الإسرائيليين، بل إن منهم من هو منفتح على التعامل مع إسرائيل، وبالتالى فلا يمكن الحكم على جميع أطراف الحركة من دون الدخول معهم فى حوارات استكشافية لما يعتنقونه من أفكار، وحسب رأى الداعين إلى الحوار مع حركة حماس، فإن هذا الحوار يفيد فى حل الصراع المحتدم هناك، ومن شأنه أيضا خلق فرص وربما سلسلة من الحوافز المهمة للمنطقة بشكل عام والشعب الفلسطينى بشكل خاص.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة