توقفت حركة القطارات بمحطة المنصورة أمس، الاثنين، واعتصم سائقون وعمال وميكانيكيون أمام القطارات، وأوقفوا حركة القطارات لمدة 3 ساعات كاملة، وذلك حسب ما انفرد به اليوم السابع أمس بعد قيام أمين شرطة بشرطة السكة الحديد بضرب زميلهم بالمحطة حتى الموت، ووقعت الأحداث جميعها أمام الموظفين بالمحطة مما جعلهم ينزلون إلى قضبان السكة الحديد وأعلنوا اعتصامهم وهتفوا "تسقط الشرطة ...تسقط وزارة الداخلية ...يسقط الظلم والاستعباد".
وبدأت الأحداث الساعة الخامسة والنصف عندما قام إسماعيل صالح الشهاوى "أمين شرطة بالسكة الحديد بالمنصورة" بتفتيش المارة فى المحطة، ورفض السعيد السيد على ديغم (ميكانيكى ديزل بمحطة المنصورة ويعمل على القطار رقم 516) واعترض على أمين الشرطة فقام بضربة برجله فى مؤخرته وظل يضرب به باليد والرجل إلى أن سقط على الأرض وعندما حاول غانم أحمد غانم "سائق قطار" التدخل لمنع أمين الشرطة من ضرب زميله قام بضربه هو الآخر وبه إصابات خطيرة وأمام ضابط شرطة المحطة سقط السعيد ميتا أمامهم جميعا وتم نقله بسيارة تاكسى إلى مستشفى المنصورة الدولى جثة هامدة، بينما لا يزال غانم أحمد غانم يتلقى العلاج بالمستشفى.
ويروى أحمد محمد صبرى "صراف تذاكر" تفاصيل الواقعة لليوم السابع فيقول: أنا مكتبى بيقف أمامه أى قطار، وأنا جالس بالمكتب وجدت أمين الشرطة بيضرب عمى السعيد بالأيدى وبالرجل فأسرع غانم أحمد غانم إليه ليستخلصه من يده وقال له "دا قد أبوك ارحمه حرام عليك"، فقام أمين الشرطة بضربه هو الآخر فحاول عدد من موظفين المحطة التدخل فشتمهم جميعا وأخذ أمين الشرطة السعيد من قفاه وهو يضربه وادعى أمام الرائد أحمد طلبة "ضابط مباحث السكة الحديد" أن السعيد ضربه واعترضه وهو يؤدى عمله، وقال أمين الشرطة للضابط "أنا لم أضربه أنا فقط لسه بادفع هكذا..." وحاول أن يمثل للضباط حكاية من خياله وأثناء دفعه فى كتفه وقع على الأرض فقمنا بنقله إلى المستشفى فى تاكسى بعد أن رفض ضابط الشرطة طلب الإسعاف.
واستمعت نيابة أول المنصورة لأقوال أربعة من شهود الواقعة وهم الشهود: حسين الحماقى براد وعبده محمود السعيد وغانم أحمد غانم والذى يتلقى علاجه بالمستشفى وأحمد عبد المعطى وجميعهم شاهدوا الواقعة.
وعندما علم عمال المحطة أن التقرير الطبى يقول إن الوفاة طبيعية تجمعوا أمام قطار إكسبرس المنصورة القاهرة رقم 968 موعد الساعة السابعة وربع ورفضوا تحركه قبل أن يتم القصاص لزميلهم وظلوا معتصمين وتوقفت حركة القطارات تماما حتى الساعة العاشرة وعشرة دقائق ورفضوا أن يتحرك قطار واحد من المحطة بعد أن علموا أن التقرير المبدئى للطب الشرعى يقول إن سبب الوفاة هبوط حاد فى الدورة الدموية ولم يثبت أى آثار للضرب، وانتقلت أعداد كبيرة من الشرطة إلى محطة قطارات المنصورة برئاسة اللواء سمير عيسى والذى حاول إقناع العمال بالبعد عن حركة القطارات إلا أن جميع العمال رفضوا الابتعاد عن الرصيف، وهو ما جعل قيادات الشرطة تستعين بنيابة أول المنصورة لإقناع العمال أنه سيتم عمل تقرير جديد بمعرفة النيابة وأن دم زميلهم فى رقبة النيابة وهو ما تم بالفعل واستجاب العمال للنيابة وقبلوا تحرك القطارات لكنهم أعلنوا استمرار الاعتصام بالمحطة لحين معرفة قرار النيابة.
وأفادت مستشفى المنصورة الدولى أن التقرير المبدئى للوفاة أن السعيد وصل المستشفى بلا نبض ولا تنفس ولا توجد به إصابات بالجثة ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة، وقام الدكتور مجدى العودالى مدير مستشفى المنصورة الدولى، بإخطار اللواء سمير سلام محافظ الدقهلية بالواقعة وتحفظت على الجثة بثلاجة المستشفى لحين إصدار أمر النيابة العامة باستخراج تصريح الدفن، وقامت نيابة أول المنصورة بمعاينة الجثة وأمرت بانتداب الطب الشرعى لتحديد سبب الوفاة.
طالبوا بالثأر من أمين الشرطة قاتل زميلهم..
اعتصام عمال السكة الحديد بالمنصورة يشل القطارات
الثلاثاء، 17 فبراير 2009 11:57 ص