عقدت جمعية خريجى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، برئاسة د.طه خليل ندوة بعنوان "ما بعد الانتخابات الإسرائيلية"، تحدث فيها الدكتور سمير غطاس مدير مركز مقدس للدراسات، مؤكداً أن أنه بالرغم من فوز حزب كاديما بعدد كبير من المقاعد متجاوزاً عدد مقاعد منافسه حزب الليكود بمقعد واحد، لكن فرصة بنيامين نيتانياهو أكبر من فرصة وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى، وذلك لأن كتلة اليمين الذى ينتمى إليها، حصلت على 65 مقعداً، بينما حصل حزب كاديما الوسط والعمل يسار الوسط على 44 مقعداً.
وأشار غطاس إلى أن الأحزاب العربية، أحرزت تقدماً بمقعد واحد عن الانتخابات السابقة، حيث حصلت كتلة الأحزاب العربية الثلاثة على 11 مقعداً، ولكن بالرغم من ذلك، فإن فرصتها فى الدخول إلى ائتلاف لتشكيل حكومة صعبة للغاية أكثر من أى وقت مضى، وذلك لسيطرة أحزاب اليمين المتشدد على أغلبية المقاعد.
وأضاف مدير مركز مقدس للدراسات أن تلك الانتخابات شهدت فوز امرأة عربية عن أحزاب عربية، فقد فازت من قبل امرأتين عربيتين فى الانتخابات الإسرائيلية، ولكن عن طريق أحزاب يسارية إسرائيلية، وتلك هى المرة الأولى فى تاريخ الأحزاب العربية التى تفوز فيها امرأتان بمقعدين فى الكنيست عن حزب عربى.
وتناول غطاس السيناريوهات الأساسية القائمة لتشكيل الحكومة القادمة وهى، أولا: حكومة تناوب وطنى يتم التبادل على منصب رئيس الوزراء بين بنيامين نيتانياهو وبين تسيبى ليفنى، عن طريق مدة زمنية يتفق عليها كل منهما، الأمر الذى يرفضه بنيامين نيتانياهو بشدة. ثانياً حكومة وحدة وطنية تضم الأحزاب الثلاثة الكبار فى إسرائيل كاديما والليكود مع العمل، يتولى فيها حزب ليفنى حقيبتى وزارة الدفاع والخارجية، ولكنها لا تفضل العمل تحت قيادة نيتانياهو وتفضل الجلوس على مقعد المعارضة. أما ثالث هذه السيناريوهات فيتمثل فى حكومة ائتلاف وطنى بين الليكود وحزب إسرائيل بيتنا، الذى يرأسه ليبرمان المتشدد، بالإضافة إلى أحزاب يمينية دينية وقومية أخرى، مثل: حزب شاس، لكن هذين الحزبين من شأنهما تقويض حركة نيتانياهو، فمن المتوقع أن يدخلوا فى صدام مع المجتمع الدولى، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة أوباما، الذى يتجه إلى إقرار التهدئة فى المنطقة العربية، وهو عكس توجهات اليمين الإسرائيلى المتطرف.
ويرى غطاس أن المتغيرات الخارجية الدولية فى السياسات وتأثيرها على موقف الحكومة القادمة، تعتمد على موقف أوباما، وما يمكن أن تطرحه لإعطاء حل للقضية الفلسطينية، ضارباً مثالاً بالصدام الحاد بين بنيامين نيتانياهو والرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، عندما تهور الأول وأعلن فى الكونجرس الأمريكى، أنه باستطاعته أن يغير سياسات الكونجرس الأمريكى لصالحه، مما أثار الرأى العام الأمريكى والإدارة الأمريكية، ودفع ثمن هذا بأنه لم ينتخب لفترة أخرى بعد عام 1999.
فى ندوة جمعية خريجى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية..
خبراء يتوقعون تصادم بين أوباما ونيتانياهو
الإثنين، 16 فبراير 2009 02:24 م