جنازة جماعية لتشييع جثمان شهداء حادث الإسماعيلية

شيعت قرية ميت فضالة بمحافظة الدقهلية أمس الأحد 12 من أبنائها، والذين لقوا مصرعهم فى حادث تصادم وقع بين حافلة وسيارة نقل على طريق قرب قرية أبو صوير التابعة لمحافظة الإسماعيلية على طريق 36.

كانت الحافلة والسيارة النقل يسيران فى اتجاه واحد متقابل، وكان معظم ركاب الحافلة الذين لقوا حتفهم من أسرة واحدة، وهم من المدرسين المقيمين بمدينة المنصورة والعاملين بمحافظة شمال سيناء.

حيث توفى محمد الشحات عطية (36 سنة) موظف بالشباب والرياضة، وكان هو سائق السيارة الميكروباص التى يعمل عليها بعد الانتهاء من عمله، وتوفيت معه نجلاء فتحى البلتاجى (زوجته)، وأبناؤه الخمسة: محمود بالصف الرابع الابتدائى وآية بالصف الثانى الابتدائى والتوأم أحمد وآلاء بالحضانة وعبد الرحمن وعمره سنة واحدة، وهذه الأسرة لقيت مصرعها بالكامل ولم يتبقَ منهم أحد.

وكان أكثر الأحزان على وفاة صلاح الشحات عطية وهو شقيق السائق، ويعمل موجه أول كيمياء بإدارة العريش التعليمية، وتوفى معه نجله مصطفى بالصف الثالث الإعدادى.

كما توفى حمدين العوضى أبو العطا "موجة مواد تجارية بالعريش" (52 سنة)، وأصيبت ابنته شيماء وتتلقى العلاج بمستشفى الجامعة بالإسماعيلية، وهى طالبة بكلية الطب البيطرى، وتوفى أيضاً حمدى عبد الله العقلة مدرس تربية رياضية بشمال سيناء وصالح العزونى أمين معمل بمستشفى العريش العام.

وفى القرية المجاورة لقرية ميت فضالة، وهى قرية ميت أبو الحسن مركز أجا بمحافظة الدقهلية، وتوفى أيضاً محمد أحمد عيسى وهو موظف بمحافظة شمال سيناء، وتوفى معه ابنه أحمد وعمره سنتان، وتوفى ابنه صلاح وهو طالب بالثانوية العامة أثناء نقله إلى مستشفى الزقازيق العام كما أصيبت زوجته.

ويقول عطية الشحات عطية (شقيق المتوفين من قرية ميت فضالة ويعمل أيضاً مدرس أول كيمياء بالعريش) إننا جميعا كنا نقضى إجازة نصف العام بالقرية، حيث إننا جميعاً نعمل بمحافظة شمال سيناء منذ أن سافر أخى صلاح إليها سنة 1979، وتجمع حوله ما يقرب من ثلاثمائة من أبناء القرية، ونقلوا عملهم إلى العريش، وكان هو بمثابة الوالد بالنسبة للجميع لما كان يتسم به من أخلاق وصلاح، وفى يوم السفر سافرت أنا وزوجتى وأولادى قبل خروجهم بساعتين، وما إن وصلت إلى محل إقامتى حتى اتصل بى أحد الطلاب عندى بالمدرسة، وأبلغنى الخبر لأن الجميع كان يعرف الأستاذ صلاح، فأبلغنى بوفاته ولم أصدق، وتوجهت إلى المستشفى، حيث كنت أعلم أن معه أخى محمد وأسرته بالكامل، وكانت المفاجأة أننى علمت أن الجميع قد لقى مصرعه.

ويواصل عطية الشحات حديثه لليوم السابع، وهو يبكى، أن من قدر الله أن سعاد محمد عرفات زوجة حمدين كانت فى حالة وضع، وتركها زوجها بالقرية على أن تسافر له بعد أسبوعين، ولكن لا يزال فى العمر لها بقية.

وقد تجمع المئات من أبناء القرية والقرى المجاورة لتقديم العزاء، وكانت المفاجأة للجميع هو وصول اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء لتقديم واجب العزاء، ويرافقه أبو سريع محمد أبو سريع وكيل وزارة التنظيم والإدارة بالمحافظة وفاروق عبد الفتاح وكيل وزارة التربية والتعليم، ومن الزحام الشديد تمت صلاة الجنازة على جميع المتوفين بملعب مركز شباب القرية، وعاشت القرية ليلة حزن للكبير والصغير لهذا الحادث المروع.

وقد عم الغضب أبناء القرية من عدم وجود مسئول واحد من محافظة الدقهلية، والتى اكتفت بإرسال مبلغ 300 جنيه للمصاب و1800 جنيه للأسرة التى توفيت بالكامل، بينما لم يقم أى مسئول بتقديم العزاء لهم.