مثل غيرى رأيت ما فعله أوردجان رئيس الوزراء التركى المحترم، عندما هاجم وندد بما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين من قتل وترويع .. نعم أحسست أنه أخذ لسانى وأخذ قلبى معه وترك يدى التى كنت أود لو صفعها على وجه الماكر الجالس بجواره، سواء جهة اليمين المدير للندوة الغير حيادى فى إدارتها المقاطع له دوما.. أو الكامن كالحية جهة اليسار بيريز.. انتفضت معه وهو يتحدث مردداً كلمات لا تخشى فى الحق لومة لائم غير آبه بغطرسة إسرائيلية أو ميديا غربية متملقة أو حتى مكاسب تمنح لكل من يقف مع هذا الكيان الكاذب المسمى بإسرائيل.. انطلق وصال وجال ملوحاً غاضباً بكلمات قاطعة صادقة مدركا أن وراءه شعباً اختاره، فعبر أبلغ تعبير عنه بكرامة غير مشكوك فى صدقها وليست أبداً زائفة .. وبعدما قال إنه لن يأتى أبداً لدافوس بعدما أدرك أن المنتدى الحر ليس حرا قام من مجلسه شامخا تاركا الهراء وراءه.
قام على الأثر عمرو موسى وزيرنا المحبوب سابقاً وأمين جامعتنا العربية حالياً ليسلم عليه، كنت على ثقة من أن السيد عمرو موسى سيسلم ثم يسير معه منسحبا غاضبا هو الآخر، وكيف لا.. وهو الذى أمتعنا ببلاغته فى كل حين منتقداً إسرائيل والغرب، فشعرنا أنه يتحدث بما يموج فى صدورنا كعرب، والآن جاء وقت الترجمة، سيسير عمرو المحبوب مع رجب طيب أوردجان .. لكن تردد عمرو .. أشار أمين عام الأمم المتحدة له بالجلوس فجلس!.. أواه؟!.. ما هذا يا محبوبنا الغالى؟.. أجلست معهم ثانية غير آسف؟ استقبل الشعب التركى رئيس وزرائه فى جو قارص البرودة انتظروه فى الشوارع والطرقات .. أصبح مثلاً عند العرب .. استقبلنا هنا كالعادة كلمات السيد عمرو موسى التى يقول فيها إنه لم يود أن ينفرد بيريز بالرأى العام فى المنتدى ففضل المكوث معه!.. لا يا سيدى خانتك بلاغتك فى تلك المرة .. فالأصل أن لا تكون موجوداً مع بيريز فى أى مكان، فأنت أمين عام لجامعة عربية لم يطبع من دولها سوى أربع دول .. سيد عمرو .. ألف خسارة.
