قالت صحيفة الجارديان فى تعليقها على قيام الحكومة المصرية باعتقال المتظاهرين المصريين تضامناً مع الفلسطينيين المحاصرين فى غزة الجمعة، إن اعتقال هؤلاء المتظاهرين يبرز جلياً المواقف المتناقضة لحكومات الشرق الأوسط تجاه دعم الفلسطينيين.
وأشار كاتب المقال إلى قيام الحكومة المصرية بخطف فيليب رزق المدون المصرى الألمانى مخرج الأفلام والناشط الذى عاش فى قطاع غزة مدة عامين، موضحاً أنه حتى الآن لا أحد يعرف مكانه أو أى اتصال عنه، مؤكداً أن ما حدث أمر شائع للغاية، وأضاف أن فلسطين ركزت على عمل فيليب، مما جعله هدفاً لأجهزة الأمن، الأمر الذى يلفت الانتباه إلى بعض التطورات الكبيرة فى مصر والمنطقة.
ويرى الكاتب أن حكومات المنطقة ككل ردت بشكل فاتر ورمزى على تدمير غزة، فحتى الحكومة القطرية التى تعتبر الأكثر حماسة تجاه القضية وأعربت عن استيائها بشكل لاذع، اقتصر ردها فى أمر تدمير غزة على إغلاق البعثة التجارية، إذ أن كل الكلام عن رفض الاعتراف بإسرائيل فى المنطقة، فهو على الصعيد الرسمى كلام فارغ.
وقال إنه على الرغم من قيام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بالهجوم الشفهى على الرئيس الإسرائيلى شيمعون بيريز أثناء منتدى دافوس، مما تسبب فى إثارة بين البلدين، إلا أن السفير الإسرائيلى فى تركيا أكد عودة العلاقات قريباً بين البلدين إلى نصابها، فما زالت تركيا تربح الملايين من الدولارات من جراء صفقات السلاح مع إسرائيل، إلى جانب اتفاقيات التدريب العسكرى، وأوضح الكاتب أن حجم التجارة بين البلدين تزايد فى ظل حكومة حزب العدالة والتنمية.
استغلال القضية الفلسطينية
ويقول الكاتب إنه من الشائع لدى حكومات الشرق الأوسط، أنهم يستخدمون القضية الفلسطينية لصرف الانتباه عن الإخفاقات المحلية فى بلادهم، وعلى الرغم من أن هذا التحليل محدود، إلا أنه الأكثر دقة لوصف تلك الأنظمة الديكتاتورية فى المنطقة وهؤلاء الملوك المستبدين الذين ينغمسون فى الخطابة الجوفاء والأعمال الرمزية فى الوقت الذى يقومون فيه بقمع التضامن الحقيقى والاحتجاج بوحشية.
والنقطة الثانية الجديرة بالتنويه فى قضية خطف فيليب رزق، أن المواطن المصرى أصبح عرضة للمضايقات والاحتجاز والتعذيب دون محاكمة، وأكمل الكاتب، كل الإسلاميين والاشتراكيين والداعين للإصلاح على النمط الأوروبى أو الأقباط يعيشون فى خوف.
ويرى الكاتب أن المعارضة فى مصر فى أسوأ حالاتها إذ إنها منقسمة، ولكنها متوسعة لتشمل اهتمامات عديدة مثل، الديمقراطية وحقوق العمال والليبرالية وقضيتى فلسطين والعراق، فتباين المقاومة قد يضعف منها، إلا أن الاحتجاجات تتزايد حدتها، فبين عامى 1998 و2004 كان هناك أكثر من 1000 مظاهرة عمالية، ولكن فى خلال عام 2006-2007 وقع ما يقرب من 800 إضراب ومظاهرة. ويضيف الكاتب أن هناك تحليلاً شائعاً بالشرق الأوسط، أن السلام بين فلسطين وإسرائيل سيكون بمثابة هدية كبيرة للمنطقة بأسرها، كما أنه سيوجه ضربة قوية للتطرف والإرهاب، غير أن هذا النهج، كما يرى الكاتب، يغفل حقيقة أن التسوية الواقعية للقضية الفلسطينية لا يمكن تحقيقها فى ظل أروقة الحكم الدكتاتورية فى الشرق الأوسط.
ويؤكد الكاتب فى نهاية مقاله أن مستقبل السياسة فى مصر يمثل أهم عامل فى تحديد التوجه المستقبلى للمنطقة ككل، فإذا ما تبنت الحكومة المصرية الديمقراطية الحقيقة التى تعكس الرأى العام على مستوى السياسة الخارجية والداخلية سيكون هذا بمثابة الصدمة الزلزالية لإبعاد المصالح الغربية فى الشرق الأوسط، كما أنه يمكن أن يساعد فى تمهيد الطريق لتغيير مماثل فى جيرانها.
موقف ضعيف من الحكومات العربية تجاه العدوان على غزة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة