بالرغم من توالى الوعود والإجراءات الرسمية لتسوية أزمة مواد البناء، زادت حدة أزمة الأسمنت فى محافظات مصر، بالشكل الذى أدى إلى توقف العديد من المشروعات العملاقة فى عدد من المحافظات، واختفاءه فى محافظات أخرى.
الأقصر.. توريد الأسمنت للكبار فقط
أدى ارتفاع أسعار الأسمنت إلى تعطل كافة المشروعات الكبرى بمدينة الأقصر، حيث أكد المهندس عبد الرازق شرقاوى وأحد مقاولى الأقصر، بأننا ومنذ عشرة أيام اشترينا طن الأسمنت بمبلغ 450 جنيها، وفجأة ارتفع الطن إلى 600 جنيه، بدون أسباب معروفة. وكشف شرقاوى أن مصنع أسمنت قنا، أوقف توريد الحصص الصغيرة إلى المقاولين، والالتزام بتوريد معظم أنتاجه إلى الموردين الكبار، فالمقاول الذى يريد 10 أطنان مثلا لا يأخذ حصته، فى الوقت الذى يقوم فيه المصنع بتوريد مئات الأطنان إلى المقاولين الكبار.
كما أكد شرقاوى أن ارتفاع طن الأسمنت بالأقصر ليس بسبب إضراب سائقى المقطورات، لأننا نحمل الأسمنت على سيارات ربع نقل من قنا إلى الأقصر، ولا نستخدم المقطورات، لكن هذا الارتفاع جاء بعد تخفيض سعر طن الحديد، وتساءل: هل المقصود تعويض فارق انخفاض سعر الحديد فى زيادة سعر الأسمنت؟ مشيراً أن ارتفاع سعر طن الحديد تأثيره لا يصل إلى قوة ارتفاع سعر الأسمنت، بسبب استخدام الأسمنت فى كل مراحل البناء، مؤكدا أن جميع المقاولين يصرخون من هذا الارتفاع ولكن لا أحد يسمع.
أسوان.. عطشانة أسمنت
اختفى الأسمنت من تماماً من أسواق محافظة أسوان بجميع أنواعه، ووصل سعر الطن قبل اختفائه لـ550 جنيها، بزيادة 100 جنيه عن الأسبوع الماضى، وذلك بالنسبة إلى الأسمنت البورتلاندى.
وأرجع التجار اختفاء الأسمنت إلى مشاكل النقل التى تتعلق بإضراب أصحاب المقطورات، حيث إن قرار إلغاء المقطورة يرفع من تكلفه نقل الجرار وحده، وكذلك زياده النولون، مما يمثل خسارة فادحة لكل من السائق والتاجر والمشترى.
وبسبب اختفاء الأسمنت تشهد أسوان شللا كاملا فى قطاع المقاولات والإنشاءات، بينما شهدت الأسواق استقرارا فى سعر الحديد 3500 جنيه للطن وتوفره فى الأسواق.
القليوبية.. كساد سوق البناء بسبب ارتفاع الأسعار
سادت حالة من الكساد فى عمليات البناء والتشييد بالقليوبية، بسبب ارتفاع أسعار الأسمنت من 500 جنيه للطن إلى 700 جنيه، وزادت حدة هذا الكساد بسبب إضراب أصحاب المقطورات وسيارات النقل، الذى أثر فى أسعار الطوب واختفاء الرمل والزلط بأسواق المحافظة، مما تسبب فى تعطل أعمال البناء، وتوقف عدد كبير من المقاولين وعمال البناء عن العمل.
وطالب المواطنون بضرورة إصدار قانون لمواجهة مافيا الأسمنت كما حدث فى أزمة حديد التسليح، حتى تتمكن الرقابة التموينية من مراقبة مستودعات الأسمنت ومواجهة تلاعب التجار وإحجامهم عن البيع، وذلك لإلزام التجار بإعلان الأسعار ومصادرة الكميات الموجودة عندهم فى حالة التلاعب بالأسعار.
وفى سياق متصل، أصدر المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية تعليماته للمهندس محمد مراد وكيل وزارة التموين بالقليوبية، بالضرب بيد من حديد على مافيا ارتفاع أسعار مواد البناء وخاصة الأسمنت، وتحرير محاضر فورية لهم. وأشار وكيل الوزارة أن القليوبية بها 180 مستودعا لمواد البناء، تم استهدافها بعدة حملات، أسفرت عن تحرير 25 محضرا لمستودعات الأسمنت التى لم تحجم عن البيع، والتحفظ على كمية قدرها 170 طنا من الأسمنت قبل بيعها فى السوق السوداء.
المنيا.. مشاجرات بين المواطنين وتجار الأسمنت
حالة من الاستياء والغضب سيطرت على المواطنين فى المنيا، بعد الارتفاع غير المسبوق فى أسعار الأسمنت، حيث وصل سعر الطن لأسمنت أسيوط ألف جنيه، وأسمنت المصرية 970 جنيها، وأسمنت بنى سويف 980 جنيها. وأرجع أصحاب توكيلات الأسمنت هذه الزيادة إلى إضراب سائقى النقل عن العمل، مما أحدث فجوة كبيرة فى أسواق الأسمنت، ليصل سعر الشكارة إلى 50 جنيها، مما أحدث مشاجرات عنيفة بين المواطنين والتجار، كادت أن تصل إلى الاشتباك بالأيدى وأقسام الشرطة.
يقول سمير عزيز موظف بالوحدة المحلية ببنى محمد سلطان، إنه فوجىء اليوم بالزيادة فى سعر الأسمنت، والتى لم تشهدها السوق من قبل. فيما أكد الخليل لتجارة الأسمنت، أن شركات الأسمنت أيضا تلعب دورا مهما فى هذه الزيادة، بسبب تخفيض الكميات الواردة إلينا، مما يدفع بعض التجار لاستغلال الأزمة ومضاعفة السعر، وذلك لعدم وجود رقابة على الأسواق، مضيفاً أنها المرة الأولى الذى يصل فيها سعر الطن 1000 جنيه، بعد أن كان سعره 460 جنيها، وكان المواطنون لا يقبلون عليه، ورغم هذه الزيادة إلا أن هناك إقبالا شديدا من المواطنين، خوفا من زيادة أخرى وذلك فى أقل من 10 أيام فقط.
وعلى الجانب الآخر أكد عدد من كبار المقاولين فى المنيا، أن زيادة أسعار الأسمنت تؤدى إلى "خراب بيوتنا"، وأكد عبد اللطيف محمد، أحد المقاولين أنه سوف يتقدم عدد من بيننا نيابة عن جميع مقاولى المنيا، بمذكرة لمحافظ المنيا، تؤكد التوقف عن العمل لفترة محدودة، لحين ثبات الأسعار، أما رئيس المجلس المحلى فقد أكد على أنه سوف يتم انعقاد جلسة طارئة لمناقشة الارتفاع الرهيب فى أسعار الأسمنت، وذلك للرد على السؤال المقدم من عيسى سيد عيسى لضبط السوق ووقف العنف والمشاجرات بين المواطنين وتجار الأسمنت.
البحيرة.. سعر الطن وصل 700 جنيه
واصلت أسعار الأسمنت فى البحيرة ارتفاعها، لتصل إلى 700 جنية فى قفزة غير متوقعة، يتوقع معها انهيار سوق العقارات والإنشاءات مرة أخرى، بعد الانتعاشة التى شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية.
وأكد أصحاب مستودعات الأسمنت، أن الأسعار ستواصل ارتفاعها خلال الأيام القادمة، بعد تكاتف جميع الظروف على المستهلك فى النهاية. بداية من الحكومة التى قامت بإلغاء رسم التصدير، مما أدى ذلك إلى اتجاه مصانع الأسمنت إلى التصدير، وإهمال المعروض فى السوق المصرية، وكذلك إضراب سائقى النقل الثقيل الذى أدى إلى زيادة تكلفة النقل إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه، مما أثر على ارتفاع الأسعار فى نهاية الأمر. وتوقع أحد المقاولين ارتفاع أسعار الأسمنت إلى 1000 جنيه قبل نهاية فبراير الحالى.
البحر الأحمر.. شلل تام فى سوق البناء
أكد رئيس الرقابة التموينية عبد المنعم التمساح، أن ارتفاع أسعار الأسمنت فى البحر الأحمر ليس له مبررات تذكر، إلا أن التجار يقولون إن نولون النقل، وإضراب أصحاب السيارات، أثر على ارتفاع سعر البيع للمستهلك لجميع البضائع، ولكن عدم وجود رادع أو قانون يحرم رفع الأسعار وإحكام الرقابة على مواد البناء، أدى إلى انفلات الأسعار ولابد أن يكون هناك دور لوزارة التموين وعوده رقابه مفتشيها.
ويقول أحمد الشيخى رئيس غرفه مواد البناء بالغرفة التجارية بالبحر الأحمر، سوف يظل هذا الوضع على ما هو عليه، وسوف يتأثر قطاع البناء، وتعم البطالة بين العمال، لأن السوق عطشانة، ولا توجد شكارة أسمنت واحده بالمخازن، نظرا لارتفاع نولون النقل، والآن وصل طن الأسمنت من 700 إلى 800 جنيه، وهناك شلل تام فى كل مجالات البناء.
الإسكندرية.. إضراب سائقى المقطورات هو السبب
صرح عبد الرازق محمد رئيس شعبة الأسمنت بالغرفة التجارية بالإسكندرية، أن الاعتصام المفتوح لسائقى المقطورات أسهم فى ارتفاع أسعار الأسمنت، حيث أصبح هناك 30 % فقط من المقطورات التى تجازف بحمل الأسمنت، بالإضافة إلى امتناع 70% منهم عن العمل، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع سعر النقلة الواحدة من 20 جنيها إلى 50، حتى وصلت إلى 80 جنيها.
وأكد عبد الرازق أن الأمر وصل تأثيره إلى تجار الجملة، الذى أصبح يحمل نقلة واحدة فى اليوم لأعلى سعر معروض عليه، الأمر الذى يهدد استقرار سعر الأسمنت فى الأسواق.
من جهة أخرى أشار عبد الرازق، إلى أن شركة الإسكندرية للأسمنت رفعت سعر طن الأسمنت البحرى والسوتر (المقاوم) 25 جنيها، نتيجة نقص المادة الخام منه، فيما استقر الأسمنت البورتلاندى العادى كما هو.
وفى بنى سويف، أصيبت أسواق الأسمنت بحالة من الشلل لارتفاع أسعار الأسمنت، حيث وصل سعر الطن إلى 700 جنيه، مما أدى إلى إحجام المستهلكين عن الشراء، وذلك على الرغم من وجود ثلاثة مصانع بالمحافظة تنتج حوالى 45 ألف طن يومياً.
بورسعيد.. الحكومة سبب فى ارتفاع الأسعار
حالة من الغليان تسود سوق الأسمنت ببورسعيد، والغضب يجتاح المقاولين، بسبب ارتفاع طن الأسمنت من 450 جنيها إلى 700 جنيه للطن، وأكد أحد التجار لليوم السابع، أن الحكومة فى غفلة، وهى التى أدت إلى ارتفاع أسعار الأسمنت وإعطاء الفرصة للتجار الجشعين لإشعال سوق البناء. فارتفاع الأسعار ـ بحسب التجار ـ جاء بسبب القرارات المجحفة للحكومة، والتى ترجع إلى إلغاء تراخيص سيارات المقطورات، والمنتظر إلغاؤها فى 2011، وإضراب السائقين وأصحاب المقطورات لعدم التحميل خوفا من إشعال النيران فى المقطورات، بسبب القرارات الخاطئة للحكومة.
وأكد بعض التجار المستوردين للأسمنت، أن الأسعار خلال الأيام القادمة سوف تشهد ارتفاع خطيراً فى الأسعار إذا استمرت أزمة سيارات النقل على مستوى الجمهورية، واتهم بعض التجار والوكلاء وملاك السيارات برفع أسعار النقل للطن الواحد 40 جنيها، بدل من 12 جنيها.
كما أشار التجار بأن أزمة سيارات النقل سوف تؤدى إلى ارتفاع جنونى لأسعار المواد الغذائية والبنزين، مع زيادة نسبة البطالة بين الشيالين والتباعين والسائقين، الذين لم يجدوا فرصة عمل سوى هذه المهنة، التى تعد مصدر رزقهم الوحيد، ومن بينهم حملة المؤهلات العليا والمتوسطة.
قنا..ارتفاع الأسعار عرض مستمر
سجلت أسعار الأسمنت بأسواق محافظه قنا زيادة غير مسبوقة، حيث وصل سعر الطن بالسوق السوداء إلى 800 جنيه.
وتسبب فى الأزمة إضراب سائقى المقطورات لليوم الثالث على التوالى، مما أدى إلى انخفاض نسبه مواد البناء المطروحة فى الأسواق؛ هذا بالإضافة إلى انخفاض سعر الحديد، والذى بدوره شجع المواطنين على استهلاك كمية الأسمنت الموجودة بالأسواق بسرعة كبيرة ونفادها، خوفا من عودة ارتفاع سعر الحديد مرة أخرى، وارتفاع سعر الكميات القليلة لدى التجار.
أفاد مصدر مسئول أن وراء ارتفاع سعر الأسمنت فى الفترة الأخيرة، هو قلة المعروض بالسوق نتيجة انخفاض الحصة المخصصة للسوق، مما دفع كثيرا من تجار الجملة والتجزئة إلى تخزين كميات الأسمنت، أملا فى الارتفاع المستمر لسعر الأسمنت، وقد أضاف أن استمرار اعتصام عمال المقطورات سيؤثر بشكل كبير على أسعار مواد البناء كافة فى السوق.
من ناحية أخرى أكد مصدر مسئول بالتموين، أنه سيتم تشكيل لجان من التموين للمرور على الأسواق، للتأكد من الأسعار المحددة للبيع، والإعلان عن التسعيرة فى حالة ثبوت مخالفات تموينية يتم تحرير محاضر مخالفه لهم.
أسوان عطشانة ومشاجرات بين المواطنين والتجار بالمنيا
أزمة الأسمنت تجتاح المحافظات
الأحد، 15 فبراير 2009 02:47 م
هل تعوض الحكومة انخفاض أسعار الحديد برفع سعر الأسمنت؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة