اشترت إيمان القرنفل الأحمر صباح اليوم السبت، بمناسبة عيد الحب (الفالنتين) وهى تحلم بمستقبل أفضل لا يعود فيه اللون الأحمر رمزا للدم فى غزة.
إيمان حمدونى الموظفة عضوة فى إحدى الجمعية النسوية: أتمنى أن يتغير لون الدم الأحمر الذى سال فى الحرب بلون الورد الأحمر فى عيد الحب كرمز للأمل والتفاؤل رغم الهم والمآسى وتدمير البيوت. وتضيف أنها اشترت فى الصباح باقة قرنفل تعبيرا عن الأمل، لأننا نكره الإحباط.
تمارا الطالبة فى قسم الأدب الفرنسى والإنجليزى فى جامعة الأزهر تبدو متفائلة، حيث قامت بجولة مع صديقاتها فى حى الرمال الراقى فى غزة. وتقول "الاهتمام بعيد الحب أقل هذا العام لأن الوضع النفسى والمالى صعب، لم نجد مظاهر للزينة أو عرض هدايا كما تعودنا فى السابق فى المحلات، ولم يسجل عيد الحب هذا العام إقبالا على شراء الزهور التى عرضتها بعض المحال ولا إعدادا لأية حفلات فى مطاعم أو فنادق قطاع غزة القليلة خلافا للأعوام السابقة.
إلا أن وسام، العامل فى محل لبيع الزهور، مرتاح لحركة البيع، لأنه لم يكن يتوقع أى إقبال هذا العام. وقال وسام، إن الإقبال على الزهور أقل من الأعوام السابقة التى كنا نبيع فيها آلاف الزهور. ويضيف هذا الشاب الذى زين واجهة محله القريب من مستشفى الشفاء بالزهور بعبارات "عيد الحب" و"فالنتين داى" بالعربية والإنجليزية "هناك إقبال على بيع الورد خصوصا أمس وفى الصباح، ونتوقع أن يزداد البيع خلال النهار"، وكان وسام منشغلا فى إعداد باقتى ورد لطالبتين جامعيتين تنتظران فى المحل. وتقول لارا طالبة الفنون الجميلة فى جامعة الأقصى: جئنا لنشترى الزهور لنعبر عن تفاؤلنا فى الحياة. يكفى موت ودمار (..) آن الأوان للفرح والتخفيف عن الناس. وتفخر لارا أن صديقها وهو طالب جامعى هنأها عبر الهاتف بعيد الحب.
وحرم مزارعو الزهور فى قطاع غزة من الاستفادة من هذه المناسبة، بسبب منع إسرائيل تصدير الورود واستمرار حصارها للقطاع. وسمحت إسرائيل الأربعاء للمرة الأولى منذ عامين تقريبا بتصدير 25 ألف زهرة فقط من القرنفل من قطاع غزة إلى هولندا.
وذكر زكريا حجازى صاحب إحدى أكبر مزارع الورود فى رفح فى جنوب قطاع غزة "كنا نصدر سنويا إلى أوروبا ستين مليون زهرة نصفها يتم تصديره فقط لموسم الفالنتين ومنذ عامين توقف التصدير نهائيا" موضحا أن الخسائر تقدر بـ12 مليون شيكل (4 شيكل مقابل دولار واحد) على الأقل.
وقال حجازى: يتم زراعة 400 دونم من القرنفل خصوصا فى رفح، حيث تعتاش حوالى أربعمائة عائلة منها على أمل التصدير، مضيفا: السوق المحلية لا تستوعب هذا الكم وبالتالى نتكبد الخسارة (..) ولا تعويض. لكن عيد الحب لا يعنى شيئا بالنسبة لعلا على حسن طالبة تكنولوجيا المعلومات فى الجامعة الإسلامية. وتقول علا: لا يوجد عيد حب فى غزة لأن العواطف والمشاعر مسحت ولا وجود لها بسبب الوضع والأزمات التى نمر فيها، نحن لا زلنا فى حالة إحباط بسبب الحصار والشهداء وكل بيت فيه حزن. وتستدرك: أكيد إذا تحققت التهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل الوضع سيكون أفضل وأتمنى أن نحتفل بالعيد القادم بين الأحبة والأصدقاء.
ويعبر محمد السمونى (20 عاما) الذى فقد 30 من أفراد عائلته وهدمت أكثر من عشرين من منازلهم فى الحرب الإسرائيلية الأخيرة عن حزنه فى عيد الحب. ويقول "حياتنا حزن (..) نريد أن نبحث عن الأكل والشراب والمسكن ونبنى بيوتنا المدمرة. لا قيمة للزهور ولا لعيد الحب ..أمام نكبة غزة".
رغم الموت والدمار الورود تمنح الأمل لأهل غزة -AFP
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة