مصر بعيون جلال أمين

عام واحد .. عمر شهر العسل بين المصريين ومبارك

السبت، 14 فبراير 2009 04:19 م
عام واحد .. عمر شهر العسل بين المصريين ومبارك غلاف كتاب "مصر والمصريون فى عهد مبارك 1981-2008"
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"المصريون فى علاقتهم بمبارك شهدوا شهر عسل قصير مدته عام واحد فى بداية حكم الرئيس مبارك، جاء رغبة منه فى تهدئة الأوضاع بعد مقتل السادات، ومحاولة إرضاء مختلف طوائف المعارضة، ولكن سرعان ما قنع الرئيس بالتعامل بطريقة سلبية تماماً مع تركة السادات، فترك جميع القرارات الأساسية فى يد تحالف بين قوى خارجية وداخلية رأت كل منها مصلحتها فى هذا التحالف، ووجدت من السهل فرض إرادتها على الرئيس" هكذا رصد كتاب "مصر والمصريون فى عهد مبارك 1981-2008" للدكتور جلال أمين الذى صدر عن دار ميريت للنشر مؤخراً.

الكتاب ينقسم إلى 13 فصلاً تدلك عناوينها على تقلبات وأحوال المصريين خلال فترة حكم مبارك حتى 2008، فى الفصل الأول "الدولة الرخوة" يشير الكاتب إلى أن المصطلح يعنى أن هذه الدولة التى تكاد تكون سر البلاء وسبباً من أسباب الفقر والتخلف، والتى يعم فيها الفساد وتنتشر الرشاوى، وكما يقول "أمين" كانت مصر فى 1970 أبعد ما تكون عن هذه "الدولة الرخوة"، والآن نرى حالات الغش الجماعى وتجارة الأعضاء للأثرياء، وحتى مع هزة أرضية يعتبرها اليابانيون مداعبة كادت أن تسقط الدولة من فرط رخاوتها متهالكة على الأرض، وانكشفت العمارات المخالفة للقانون والآثار التى لم ترمم والمدارس التى انتهى عمرها الافتراضى إلى درجة أن مصر صارت علاقتها رخوة بالدول العربية الشقيقة والولايات المتحدة وإسرائيل وأيضا برأس المال الأجنبى.

جلال أمين يرصد هذه الفترة قائلاً "كان من الضرورى وصول نوع جديد من الناس إلى مسئوليات الحكم والمناصب المهمة، وأن تكون هذه الشخصيات لا تحمل أى سخط على السياسة الأمريكية ويؤمنون بقانون السوق ونظام الديمقراطية على النمط الأمريكى ولا ينظرون إلى قضية فلسطين وإسرائيل بنفس حدة وانفعال الجيل السابق.

وفى الفصل الثانى يتناول "الفساد" الذى استمرأ وانتشر فى السنوات العشرين الأخيرة إلى درجة هو نفسه القانون الذى لا يجوز الخروج عليه، أما فى الفصل الثالث فيقيم جلال أمين حالة الاقتصاد فى مصر، وفى الفصل الرابع يرصد حالة الفقراء فى مصر معتبراً العشرين سنة الأخيرة هى أسوأ فترة فى حياتهم بالقرن العشرين بأكمله إلى درجة أن قدرة على إشباع حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وصحة مواصلات آخذة فى التدهور.

وفى الفصل الأخير يتعرض الكاتب للعلاقة بين مصر وأمريكا قائلاً إنه منذ ربع قرن دأبت مصر على قول "نعم" للولايات المتحدة، مهما كانت تطلبه منها، ولم تشذ عن هذا الأمر الذى كان حصيلته تدهوراً مستمراً فى مركز مصر السياسى، الدولى والعربى، ويختتم جلال أمين كتابة قائلاً "مصر الآن (2008) فى محنة حقيقية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة