تمحورت موضوعات الأفلام المشاركة فى مهرجان برلين السينمائى الدولى الـ59 على التداعيات الإنسانية للحروب والعمليات الإرهابية على الحياة اليومية للأفراد، وحرصت غالبية تلك الأفلام على إبراز الجوانب الإنسانية والمصاعب التى يواجهها الأفراد العاديون فى ظل الحروب والصراعات المسلحة.
ونجحت غالبية تلك الأفلام فى تجسيد تلك الجوانب فى قصص واقعية دون استخدام أساليب خيالية لحل المشاكل المطروحة، وفى دورة هذا العام من مهرجان برلين المقرر انتهاؤه غدا الأحد أصبحت قصص الأبطال فى الأفلام تمس المشاهدين الذين باتوا يقيمون هذا النوع من الأفلام من ناحية تطرقها أو قربها إلى الواقع الحياتى فى ظل الحروب.
وقوبل فيلم "لندن ريفر" للمخرج الفرنسى من أصل جزائرى رشيد بوشارب باستحسان بالغ لدى عرضه فى المهرجان، حيث تطرق الفيلم إلى تبعات الهجمات الإرهابية، التى تعرضت لها العاصمة البريطانية لندن فى 7 يوليو عام 2005، من خلال عرض صورتين أولها لامرأة إنجليزية بيضاء تدين بالمسيحية، والأخرى لرجل أفريقى يدين بالإسلام وصل إلى العاصمة البريطانية قادما من فرنسا.
وعلى الرغم من اختلاف هاتين الشخصيتين فى الديانة واللغة، إلا أن هناك ما جمع بينهما ألا وهو سعيهما المشترك للعثور على أبنائهما الذين فقدوا عقب الهجمات، وبمرور الوقت يدرك الجانبان أنهما يقتربان من بعضهما البعض حتى أدركا أخيرا أنهما يشتركان فى كثير من الأمور، لينجح المخرج الفرنسى الجزائرى الأصل فى عرض المعاناة البشرية الناجمة عن العنف بغض النظر عن ديانات الضحايا أو أصلهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة