الشعر يستعيد أيامه الخوالى مع الناشرين والجمهور

السبت، 14 فبراير 2009 01:25 م
الشعر يستعيد أيامه الخوالى مع الناشرين والجمهور الجمهور منح الشاعر فاروق جويدة مملكته الشعرية فى وقت بخل بها على شعراء آخرين
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعر فى السنوات الأخيرة بلا جمهور، اللهم إلا الشعراء أنفسهم، الرواية هى المسيطرة والشعراء أنفسهم يهربون من كتابة الشعر إلى الرواية، مؤخراً فى معرض القاهرة الدولى للكتاب كان الشعر هو النجم الأكثر سطوعاً فى دور النشر الأدبية.هل عاد الشعر؟، هل يعود الشعر؟، أم أنها عودة مؤقتة فى معرض الكتاب فقط؟، هل وسط المثقفين فقط؟، أم أنه استطاع أن يمتد إلى الشارع؟.

الروائى مكاوى سعيد صاحب دار "الدار للنشر" يقول، إن الدار أصدرت العام الماضى 22 ديواناً شعرياً، منها "حجر يطفو فوق الماء" لرفعت سلام، و"أحسد الموتى" لياسر الزيات و"الكتابة فوق الجدران" لعبد العزيز موافى و"المكان بخفة" لعماد غزالى و"الفجوة فى شكلها الأخير" لعاطف عبد العزيز وغيرها من الدواوين، مقابل 15 رواية، ولكنه يؤكد أن مبيعات الشعر متوسطة بالنسبة للروايات التى نشرها، وإن لم ينكر وجود حراك فى 2008 و2009 فى قراءة الشعر بالنسبة للسنوات السابقة، على الأقل على مستوى المثقف، وما زال رجل الشارع بعيداً عن الشعر، مؤكداً أنه يراهن على عودة الشعر، ولذا قام بنشر هذا العدد الكبير من الدواوين.

مكاوى سعيد يضيف، أن الدار فى 2009 لديها خطة جيدة لنشر الشعر، حيث بدأت بنشر عملين هما "اسمى ليس صعباً" لفاطمة ناعوت و"لا شىء يدل" لمحمد صالح، ويجهز لطباعة أكثر من عمل، منها "حكايات عبد الله" لعفيفى مطر، و"مختارات" الشاعر البحرينى قاسم حداد و"مختارات" الشاعر العمانى سيف الرحبى وأكثر من عمل آخر يعكف على قراءته.

أما فى العامية يقول سعيد، إنه فى 2008 صدر "فى الوقت الضائع" لعمرو حسنى، وهذا العام سيصدر دواوين "نسوان الصبح بدرى" لعبده المصرى و"برواز على حيطة مايلة" لعبده الزارع و"شباك قديم" لإبراهيم عبد الفتاح.

دار آفاق أصدرت أكثر من عمل أدبى فى 2008، منها "عودة ليليت" لجومانا حداد و"أغنية صياد السمك" لسعدى يوسف، ومجموعة من الدواوين المترجمة، منها "سأم باريس ترجمة بشير السباعى و"الصوت والحجر" لإيف بونفار ترجمة محمد بن صالح، والآثار الشعرية لرامبو ترجمة جهاد كاظم، مقابل ثلاث روايات، أما فى 2009، فأصدرت الدار "الشاعر والشيخ" لحلمى سالم و"مقسومة على صفر" للنا الطيبى و"أنا شاهد قبرك" لفاطمة قنديل، وتوجد ثلاثة دواوين ستصدر قريباً.

لكن دار العين للنشر لا تقع فى نفس المشكلة، التى كانت تشتكى منها دور النشر الأخرى، وهى أنها تنشر لأسماء شعراء توزع جيداً مثل "أوراق شخصية" محمد سليمان و"بدل سائد" عامية لأمين حداد، ولم تنشر غيرهما الدار فى 2008، وفى 2009 نشرت "من وحى الحماقة" للشاعر الكويتى إبراهيم الكندرى و"كأنى هو" للشاعر فريد أبو سعدة.

وعن حركة البيع هذا العام يقول محمود الباجورى بمكتبة آفاق، أن الشعر كان يبيع للأسماء المعروفة، ولكن هذا العام هناك بعض الاهتمام بالشعر أكثر من الأعوام السابقة.

نفس الرأى يشير إليه أمير الإكيابى فى مكتبة البلد، حيث يؤكد أن حركة الجمهور للشعر بدأت فى الارتفاع ولكن قليلا، وأكد أن دور النشر فى 2008 و20009 بدأت تقدم للمكتبة عدداً كبيراً من الدواوين للبيع، ولكن الإقبال الجماهيرى متوسط، التى تقبل على أعمال الشراء الكبار والمعروفين مثل محمود درويش وأدونيس والأبنودى وجمال بخيت وفاروق جويدة.

الناقد الدكتور محمد بدوى لا يرى أمراً غريباً فى ذلك، يقول لدى ملاحظة بشكل عام، وهى أنه يوجد رواج للنشر، مما يعنى حركة للأمام، كما أننى لا أظن أن هناك فروقاً كبيرة بين قراء الرواية، لكن الشعر نخبوى ويحتاج متلقيه إلى كفاءة، ولا يقرأ الشعر إلا من يبحث عنه.

بدوى يضيف، أنه فى الفترة الماضية لم يكن هناك تبشير بانتهاء للشعر، وإنما كان الكلام عن ازدهار نسبى للرواية، وما نشهده من ازدهار فى الرواية، إنما هو بسبب تغيير الشكل التقليدى، والشعر بدأ مبكراً منذ بداية التسعينات فى تغيير شكله التقليدى، وحالياً نجد مجلة مقدمة ومجلة شعر، بالإضافة إلى سلسلة شعرية كاملة لدار النهضة العربية، وبالتالى أنا غير مندهش.

بدوى يحلل ما يحدث فى هذه الفترة وما بعدها قائلاً، أرى أن الرواية فى الفترة المقبلة "تطفئ" نفسها لأننا تعاملنا معها بنوع من التساهل الشديد، وبالتالى تحتاج من الأدباء الحقيقيين إلى بذل جهد أكبر، ويرى أن هذا ما حدث فى قصيدة النثر بعد تدشينها فى مصر فى صورة المتن الأساسى وليس الهامش، مما أدى إلى أن كتب قصيدة النثر كثير من قليلى الموهبة والثقافة، كانت نتيجته أن الشعر تراجع بعض الشىء.

كما يحذر من التسرع فى إصدار حكم قائلاً، الحياة الأدبية فيها مد وجزر، وعلينا ألا نستخلص نتائج سريعة مثل عصر الشعر أو عصر الرواية أو موت الشعر أو موت الرواية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة