تطرقت صحيفة نيويورك تايمز إلى توصل الكونجرس الأمريكى إلى صيغة مشتركة لخطة التحفيز الاقتصادى التى طرحها الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والتى انخفضت قيمتها إلى 789 مليار دولار بعد أن وصلت إلى أكثر من 820 مليار. وتقول الصحيفة فى تحليل لها إن الرئيس الأمريكى قد حقق نصراً غالياً وسريعاً، إن لم يكن تاريخياً، أمس الأربعاء، بعد تصديق زعماء الكونجرس على خطته، ولكن يبقى السؤال الآن: هل تكون خطة الإنقاذ الاقتصادى سببا فى مولد أجندة محلية أكثر طموحا يشرع فى تنفيذها أوباما، أم هل ستكون سببا فى خفض التوقعات؟.
تقول الصحيفة إن جوهر أول إنجاز تشريعى كبير يقوم به أوباما وطريقة تحقيقه إنما يبرز حجم التحديات التى تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، وكيفية اختلاف المناخ السياسى الذى واجهته الإدارة الأمريكية الجديدة فى مراحلها الأولى، عن ذلك الخاص بالإدارات الأمريكية الأخيرة.
وتوضح الصحيفة أن خطة التحفيز الاقتصادى لم تأت تتويجاً لحملة أيدلوجية شرسة، مثل تلك الخاصة بالحقوق المدنية وبرامج المجتمعات العظمى، التى ساهم فى خلقها ليندون جونسون، أو خفض الضرائب الذى قام به رونالد ريجان، إنما جاءت فى صورة استجابة فورية لتصاعد سوء الأوضاع الاقتصادية. وأظهر أوباما كفاءة واضحة فى معالجة قضايا داخلية مثل الرعاية الصحية والتعليم وقضية تغير المناخ، وإعادة التوازن فى توزيع الثروات. وترى الصحيفة أن الإنجاز التشريعى الذى نجح أوباما فى تحقيقه يلقى الضوء على إمكانياته العالية فى تحقيق المزيد فى جميع مناحى الحياة.
وتضيف الصحيفة أن التوصل إلى خطة يوافق عليها كلا من مجلسى النواب والشيوخ، قد ساهم فى اتساع نفوذ أوباما، ولكن ليس بالطريقة التى كان يرغب فيها. فعدم قدرته على إقناع مجموعة من الجمهوريين أظهرت مدى الاختلاف بين ما دعى إليه بتغيير شكل ممارسة الحكم، وبين أرض الواقع، ففى غضون أسابيع قليلة، واجه أوباما صعوبات بالغة لدعوة الأحزاب إلى المشاركة والتعاون ومعالجة الخلافات الراسخة بين اليسار واليمين.
وتشير الصحيفة إلى أن الكونجرس الأمريكى لم يجتمع فى نهاية المطاف لمعالجة ما وصفه أوباما بالأزمة التى قد توازى فى خطورتها الكساد الكبير (أزمة اقتصادية طاحنة شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية فى ثلاثينيات القرن الماضى). وتضيف الصحيفة أن توافق الآراء الذى تم التوصل إليه حتى الآن سيكون موضع اختبار فى الشهور القادمة، للتأكد من مدى كفاءة ونجاح الخطة الاقتصادية، ومن المحتمل أن يقوم أوباما بمطالبة الكونجرس بمنحه المزيد من السيولة المالية لمعالجة مشاكل النظام المالى الأمريكى المتدهور.
ومن ناحية أخرى، تقول الصحيفة إن أوباما يسعى بكل ما أوتى من قوة، وهو مازال فى أول 100 يوم من استلامه مقاليد الحكم، إلى تنفيذ خطته بصورة سريعة، ولكن أوباما على ما يبدو قد أصابه الإجهاد فهو مضطر لأن يفعل ذلك. وترى الصحيفة أن أوباما ما كان سيختار هذه المهمة الصعبة ليبدأ بها فترة رئاسته، لو كان الأمر بيده. وعلى الرغم من ذلك، فقد عمل جاهدا على الساحة السياسية لدفع هذه الخطة إلى الأمام فى محاولة لإنقاذ الوضع المالى الهش، ولكنه لم يظهر حماسا وشغفا للبدء فى إنعاش ما تبقى من القضايا الهامة على الأجندة الداخلية المتعلقة بالبلاد. وتذكر الصحيفة أن الرئيس الأمريكى قد أفاد خلال مؤتمر صحفى يوم الاثنين الماضى، بنوع من الضيق، أن العراقيل التى واجهتها خطة التحفيز لم تكن ما "تصوره فى بداية فترة الرئاسة".
نيويورك تايمز:الخطة الاقتصادية تهدد إدارة أوباما
الخميس، 12 فبراير 2009 03:15 م
الأزمة الاقتصادية تهدده إدارة أوياما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة