د. محمود عمارة

مصر.. يا بلد العجائب!

الخميس، 12 فبراير 2009 08:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بوفيه مفتوح لمدة خمس ساعات، يجمع بين الإفطار، والغداء.. بدءاً من «الكرواسان» السادة والمحشى، مروراً بكل أنواع «الأومليت»، والجبن والزبدة والعسل.. يتلوها الأسماك، أو الفراخ واللحوم المشوية أو المقلية.. وبعدها الجاتوهات والحلويات، والآيس كريم، والتسعيرة المعلقة على باب المحل بولاية فلوريدا الأمريكية بعد الأزمة المالية العالمية هى 8 دولارات.. ثمانية دولارات * 5.60= 44.80 أى أقل من 45 جنيها مصريا!

«إيت آزيوكان» أى «كل» على قدر ما تقدر من «فواكه البحر»، و«الاستاكوزا».. والمشروبات مجاناً، «بعشرة دولارات».. فى جزر الهاواى.. واستمتع مجاناً بابتسامات المضيفات، وهن تطوقن عنقك بباقات من الورود = 56 جنيها!

اجلس وضع ساقاً على ساق فى الشانزليزيه الآن، واطلب الوجبة الرئيسية من «طبق اليوم»، والمكونة من «سلاطة نواز» بالتونة.. ثم «إنتركوت» بخضار سوتيه مع بطاطس محمرة، بجانب المسطردة.. والحلو: شارلوت بالتوت.. واتفرج على الرايح والجاى فى أرقى وأشهر شارع فى العالم.. والحساب سيحمله لك النادل 19 يورو*7.3= 139 جنيها، شاملا الخدمة والضريبة.. وتستطيع أن تتجول فى الحى اللاتينى، وتحصل على وجبة كاملة فى مطعم يونانى، وتدفع 12 يورو! (متوسط دخل الفرد 14 ألف يورو)!

تمدد على الشواطئ الإسبانية فى بالما - دى - مايوركا.. واشبع من بلح البحر، و«البايلا».. ولا تدفع أكثر من 9 يوروهات =66 جنيها.. (دخل الفرد= 12.5 ألف يورو، فى المتوسط سنوياً).

وسط ميدان «سان ماركو» بقلب فينيسيا، تذوق المطبخ الإيطالى من مشهيات وقطع البيتزا بالزعتر، وزيت الزيتون، والسيمون فيميه بالكريم، أو بالسبابخ، وامسح طبق «الأوسوبوكو» بالاسباكتى بولونيز، وأكمل بربع جيلاتى بالقشدة.. ولن يطلب منك الجرسون سوى 15 يورو= 110 جنيهات (الأزمة حاكمة)!

ثم ارجع إلى أرض المحروسة عن طريق الإسكندرية، وعلى الصحراوى ستضطر للوقوف بمنتصف الطريق لتموين السيارة بمحطة بنزين، وتتشوق إلى الفول والطعمية، وربع فطيرة مشلتت بالعسل الأسود، والجبنة القديمة، وزجاجة مياه جوفية، وشاى.. ولا تندهش أو تتعجب عندما يطالبك النادل بـ148 جنيهاً للفرد الواحد!

ادخل محل «فاست فوود» بإحدى العوامات.. وأطلب وجبة غداء ومعك طفلان، وانظر كم ستدفع، رغم الحديث عن الأزمة.. وانهيار أسعار المواد الخام.

والسؤال الذى يطرحه كل المصريين:
متى سيستفيد المستهلك المصرى من المنافسة التى هى جوهر «حرية التجارة» وآليات السوق؟
ولماذا نحن «دون بقية العالم»، ظلت الأسعار كما هى، حتى بعد انخفاض التكاليف والمواد الخام على أصحاب المحلات والتجار، بنسبة وصلت إلى 30، 40، %50!
أين الرقابة الحكومية، والرقابة الأهلية.. وجهاز حماية المستهلك؟
ولماذا نترك كل هؤلاء «الجشعين»، يتربحون بلا حساب على «قفا» المواطن المصرى «المحاصر» و«المبتز» من كل ناحية؟.. الأسعار فى الدنيا كلها انخفضت بصورة ملحوظة جداً، «عدا» فى مصر!
حقيقى أنا مش فاهم حاجة!.. وفعلاً «مصر» دى بلد العجائب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة