مات مسلما بعد أن كان مسيحيا.. المهم أنه مات، فى غرفة الرعاية المركزة بمستشفى تابع للأزهر.. وذهب ابن شقيقته لاستلام الجثة لكن المستشفى رفض وأصر على ضرورة أن يتسلم الجثة أى شخص من أقاربه المسلمين.. إلا أسرته المسيحية.. وكادت تنشب فتنة طائفية..ابن شقيقة المتوفى تعهد لهم بدفن قريبه الذى أسلم فى مقابر المسلمين لكن إدارة المستشفى أصرت على الرفض..الرجل يقسم لهم أن المتوفى ليس له أقارب من المسلمين وتكهرب الجو ولاحت فى الأفق الفتنة.
اسمه محمد عبدالله.. قرر أن يتحول إلى الإسلام، وانتقل للعيش بجوار ابن شقيقته المسيحى الذى تفهم موقفه فى المطرية.. ومرت السنوات وكل على دينه..لكن المرض هاجم محمد ونقله الجيران وابن شقيقته إلى مستشفى الحسين الجامعى.. وهناك ساءت حالته.. وسهر جيرانه من المسلمين وأقاربه من الأقباط لرعايته.. ولكن جاءت لحظة حاسمة افترق فيها الطرفان.. عندما أسلم محمد الروح..هنا انصرف الجميع بعدما اتفقوا على العودة فى اليوم التالى لإنهاء إجراءات الدفن، الموقف كان قاسيا على الجيران المسلمين والأقارب من الأقباط فالراحل كان محبوبا من الطرفين.
فى صباح اليوم التالى تجمع الأقارب لاستلام جثمان الفقيد من المشرحة.. المستشفى التابع لجامعة الأزهر واصل عناده مع الجميع.. وأيقن المسلمون والأقباط أن إدارة المستشفى لن تسلمهم الجثة.
بعد يومين من الوفاة ظل عاطف حبيس أدراج المشرحة بسبب عناد إدارة المستشفى التى ترتاب فى المسلمين من جيرانه.. وترفض التعامل مع المسيحيين من أهله.. قرر الجميع التوجه إلى الشرطة فى محاولة لاستلام جثة المتوفى.. الكل لم يعد يبالى بديانة «الجثة» المحتجزة فى الثلاجة..وتوجه وفد من اثنين إلى قسم شرطة الجمالية.. أحدهم مسلم والآخر مسيحى.. عاطف جبريل وفهمى أحمد اتهما إدارة المستشفى بالطائفية لرفضها تسليم جثمان خال الأول له لأنه مسيحى أو لجاره المسلم خشية التواطؤ.
لم يجد مأمور القسم سوى إبلاغ مباحث أمن الدولة التى طلبت من المأمور تحرير محضر حسب طلب أقارب وجيران المتوفى.. وهو ما حدث بالفعل واتهموا إدارة المستشفى بالتعنت وطلبوا إثبات الحالة وبعد مفاوضات استمرت لظهيرة اليوم الثالث.. وتدخلات أمن الدولة ومسئولى جامعة الأزهر قبل المستشفى بتسليم الجثمان لجيرانه من المسلمين بعد تعهدهم بدفن الراحل فى مقابر المسلمين.
بعد ثلاثة أيام من المفاوضات مع إدارة المستشفى خرج الجثمان بعدما تجمع العشرات من المسلمين والمسيحيين فى تظاهرة غاضبين من تعصب إدارة المستشفى.
لمعلوماتك...
◄يجوز للمسيحى دفن مسلم ولكن بشرط اتباعه أحكام الشريعة الإسلامية تحديدا فى وجود الكفن الشرعى، ولكن لا يجوز دفن المسلم فى مقابر المسيحيين، ولا يجوز شرعا دفن جثث موتى غير المسلمين حتى لو كانوا مسيحيين فى مقابر المسلمين. «فتوى شرعية»
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة