لام أكول: أطراف إقليمية تريد انفصال دارفور

الخميس، 12 فبراير 2009 11:12 ص
لام أكول: أطراف إقليمية تريد انفصال دارفور أكول أشاد بدور مصر فى دعم السودان
حاورته آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحديث عن وجود خلافات مصرية سودانية، نفاه لام أكول وزير خارجية السودان الأسبق، مؤكدا على الدور المصرى فى دعم تنمية واستقرار جنوب السودان، وخاصة دورها فى نشر التعليم بين أبناء الجنوب.

أكول أشار إلى وجود مصالح دولية وإقليمية تريد استمرار الاضطرابات فى دارفور، من أجل السيطرة على ثروات السودان وموارده الطبيعية. وتناول قضية انفصال السودان والاستفتاء على تقرير المصير، موضحا أن الشعب السودانى صاحب القرار الأول والأخير، ولا انفصال مع تنمية وعدالة فى توزيع الثروة والسلطة.. اليوم السابع التقاه وكان هذا الحوار..

بعد الاشتباكات الأخيرة بين العدل والمساواة والحكومة السودانية فى مدينه مهاجرية بدارفور اتهم المجتمع الدولى الحكومة بمخالفة القرارات الدولية.. فكيف ترى ما حدث؟
ما حدث خلال الأيام الماضية فى مهاجرية كان هجوما من حركة العدل والمساواة على قوات حركة تحرير السودان بقياده منى أركو مناوى والمساعد الأول لرئيس الجمهورية، فهى معركة "عادية" دارت بين فصيلين من فصائل دارفور، ولكن ما صعد الموقف هو التدخل الحكومى، وجاء هذا التدخل بحكم أن مناوى جزء من الحكومة السودانية فكان لا بد من تصدى القوات الحكومية للهجوم، وأصبحت المهاجرية الآن تحت السيطرة الكاملة للحكومة.

كيف سيؤثر هذا الاشتباك على عملية السلام فى دارفور فى هذه الفترة الحساسة التى يمر بها السودان؟
هذا الهجوم فى رأيى لا مبرر له، ولن يجنى أى من الحركتين من وراءه سوى تعقيد العملية السلمية فى السودان، خاصة بعد أن أعلن الرئيس عمر البشير مبادرة أهل السودان لحل الأزمة فى الإقليم و تم إعلان وقف إطلاق النار من جانب الحكومة، وقدمت الدعوة للحركات المسلحة أن تلتزم بوقف إطلاق النار، ولكن للأسف تمسكت المقاومة بالتحركات العسكرية ورفضت وقف إطلاق النار، ويأتى الهجوم فى هذا الوقت لتقويض العملية السلمية، وله تأثير سلبى على عملية السلام فى السودان.

أنت تتهم فصائل دارفور بإجهاض عمليات السلام..
نحن نتحدث عن الحل السلمى للوضع فى دارفور، هذا الحل دائما يكون بين طرفى النزاع، وفى ظل إعلان الحكومة وقف إطلاق النار واستعدادها للجلوس على مائدة الحوار وقبولها للمبادرة القطرية، فمن الطبيعى أن يتحمل الطرف الآخر بما يقوم به من مراوغة مسئولية إجهاض عمليات السلام.

هل تعتقد أن هناك من يقف خلف هذه الفصائل؟
بالطبع، ولا يخفى على أحد أن هناك دولا من مصلحتها أن تدعم الحركات المسلحة، والدليل على ذلك الأسلحة التى تم تهريبها من هذه الدول للسودان عبر تشاد لتأجيج الصراع فى دارفور، ولكن تدخل الحكومة وسيطرتها على مهاجرية أجهض أى محاولات مستقبلية لاستغلال التشاد لدعم الحركات المسلحة.

هل تعتقد أن صدور قرار المحكمة الجنائية المنتظر سيزيد من سوء الوضع فى السودان؟
لا نريد أن نسبق الأحداث، ولكن فى اعتقادى أن هذا القرار لن يؤثر مطلقا على مكانة البشير كرئيس للدولة حتى موعد الانتخابات التى سيتم إجراؤها فى نهاية هذا العام، ولكن على الدول التى تقف خلف صدور مثل هذا القرار أن تعلم أن صدوره سيكون خطوة نحو مزيد من عدم الاستقرار فى السودان.

تقصد من بالوقوف خلف قرار المحكمة الجنائية الدولية؟
لا أريد الإفصاح فالأمور علنية والكل يعلم من يقف وراء مثل هذه القرارات.

ولكن هناك اعتقادا لدى بعض المنظمات الدولية أن البشير قام بالفعل بجرائم تستحق العقاب فى دارفور؟
هذه المحكمة سياسية وليست قانونية، وإلا فلماذا لم تحاكم العدل والمساواة فى السودان أو إسرائيل على جرائمها فى غزة ومن قبلها لبنان، أو حتى معاقبة أمريكا على جرائمها فى العراق.

فى تصوراتك من الوضع داخل السودان من سيكون خلفا للبشير؟
لا حديث يدور داخل السودان عن هذا الأمر، بل أحب أن أؤكد أن هناك اتجاها شعبيا لتجديد الثقة مرة أخرى للبشير ومنحه فترة رئاسية جديدة ويأتى هذا القرار كرد فعل على اتهامات المحكمة الجنائية والتى مكنت البشير من الحصول على مزيد من التأييد الشعبى.

هل تتوقع أن يقدم الدعم الصينى والروسى تأييدا للبشير ولاستقرار الوضع فى السودان؟
العلاقة بين السودان وكل من الصين ورسيا علاقة مبنية على المصلحة المشتركة وتبادل المنافع والاعتراف المتبادل بكل دولة والعلاقات جذورها تاريخية ترجع إلى أزمان بعيدة، ولذلك فهى علاقات متطورة والذى يميز هذه العلاقات عن غيرها من الغرب أنها لاترمى إلى أجندة معينة وإنما تنبع من المصلحة المشتركة للبلدين، ولذلك فهذه الدول تقف مع السودان فى مواقف عادلة لتحقيق السلام والاستقرار والذى هو أساس كل تنمية وتطور وهذه العلاقات تنعكس إيجابا فى كل المحافل الدولية سواء فى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو غيره من المنظمات الدولية.

أثارت قضية السودان مسألة صراع القوى والمصالح؟
بالطبع هناك صراع قوى فى السودان ليس الآن ولكن منذ فترة إلا أن الأزمة جعلت كل الأمور تنكشف، فهناك دول تسعى للسيطرة والهيمنة على القرار السياسى فى السودان، وهى المشكلة الأساسية الآن بيننا وبعض القوى العظمى، لأن هذه السيطرة السياسية وراءها استغلال موارد وثروات السودان لمصالحهم الخاصة، فلا يخفى على أحد موارد السودان البترولية والزراعية والحيوانية.

ينتظر السودان استفتاء الوحدة وهو حدث هام.. فهل تعتقد أن نتائجة ستكون لصالح وحدة السودان؟
من يتحدث عن نسب متوقعة لاستفتاء الوحدة يتكلم من فراغ، فليس هناك أى دراسات علمية والحديث غير مبنى على العلمية والمنطق، ولكن نقول إن هناك مشكلة فى السودان كانت بين الجنوب والشمال على مر التاريخ واتفاقية السلام الشامل سعت لحل هذه المشكلات، ومن بين الحلول عملية الاستفتاء على تقرير مصير السودان عام 2011، والاتفاقية تلزم طرفى النزاع الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة السودانية، وعلى تطبيق وحدة السودان، إذا كانت النوايا طيبة والجهود جادة فهناك أمل أكبر لتحقيق الوحدة.

فى رأيك من مصلحة السودان أن يكون منقسما إلى شمال وجنوب أم تحت قياده موحدة؟
موضوع الانقسام هذا أمر خطير وأرى أن المصلحة المشتركة بين الشمال والجنوب، ليس الآن ولكن على المدى الطويل يتركز على دعم الوحدة بين شمال وجنوب السودان، ولكن فى ظل احترام التباينات الموجودة بينهما.

يرى البعض أن مصر بدأت تدعم جنوب السودان استعدادا لعملية التقسيم.. فما ردك؟
مصر لها رأى معروف، فهى ليست فقط مع وحدة السودان بل مع وحده وادى النيل ومن يقيم دعم مصر لجنوب السودان بهذا الأمر فهو غير دقيق، فمصر منذ اتفاقية أديس أبابا عام 1972 وتطبيقها على أرض الواقع قدمت مصر مساعدات كثيرة لجنوب السودان من بينها منح دراسية للطلبة الجنوبيين فى الجامعات والمعاهد المصرية، ولم يكن هذا الاعتناء الهدف منه انفصال الجنوب لأن هذا لم يكن وارد فى ذلك الوقت، فمصر تقدم مساعدات لجنوب السودان لكى تدعم مساعدات إنسانية وتعليمية من أجل أن يكون هناك تثبيت لدعائم السلام والاستقرار فأكيد أنه سلام بدون تنمية لا معنى له.

هل شهدت العلاقات بين مصر والسودان توترا فى الفترة الأخيرة؟
العلاقات بين مصر والسودان جيدة جدا والقيادة بين الدولتين تعمل بتنسيق تام فيما بينهما فى الكثير من القضايا المطروحة على الساحة، واذا كتبت الصحف هنا أو هناك ضد هذه الحكومة أو تلك لا يعنى أن العلاقات متوترة، فما بين مصر والسودان علاقة لا تمحوها أى انتقادات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة