◄بطرس غالى قال لمحاميه إنه لا يستطيع الحصول على أى ضمانات بخصوص احتمال القبض عليه «بس ممكن نزوره إذا تم اعتقاله فى مصر»
«ياريت يا أمى تتصلوا بالخارجية عاوز أعرف موقفى بعد تقديمى شكوى للإدارة الأمريكية الجديدة ومصير خطابى إلى الرئيس أوباما..».
بتلك الكلمات أنهى شريف المشد، الشاب المصرى المعتقل فى جوانتانامو مكالمته التليفونية مع والدته المقيمة بمدينة شبين الكوم، المكالمة التى تمت برعاية الصليب الأحمر، واستمرت لمدة ساعة تقريبا سيطرت عليها أجواء الحيرة والقلق مما يحمله المستقبل، رغم قرار أوباما بإغلاق المعتقل الشهير وهو ما يحمل مؤشرا على اقتراب موعد صدور قرار الإفراج ومغادرة معتقل الظلام.
فالجهات الأمنية ترفض منح أى وعود لمحاميه وأسرته عن مستقبل المعتقلين وباءت محاولات محاميه أحمد غبور الأمريكى من أصل مصرى بالفشل، خاصة بعد أن أكد له الدكتور بطرس غالى، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، أنه لا يستطيع الحصول على أى ضمانات «بس ممكن نزورهم إذا تم اعتقالهم فى مصر».
شريف ترك لوالدته اتخاذ القرار إما بطلب اللجوء إلى أى دولة أجنبية وهو ما لا يريد القيام به، لما يعنيه من الحكم عليه بالنفى مدى الحياة بسبب جريمة لم يرتكبها، أو العودة إلى وطنه مصر .
وتعكس رسائله دوما تفاؤله ورغبته فى العودة لبلده والاستقرار به «.. أنا مشتاق إلى مصر ولن أتركها أبداً».
«اليوم السابع» حصلت على عدد من تلك الرسائل التى أرسلها لأسرته عن طريق الصليب الأحمر، والتى اتسمت بروح معنوية مرتفعة وحنين كبير إلى بلده وعدم الرغبة فى اللجوء لأى دولة أخرى.
و فى رسالته الأخيرة يوجه شريف حديثه إلى والدته قائلاً: «أمى الحبيبة الغالية وأخى الحبيب محمد.. أتمنى أن تكونوا فى أحسن حال وأتم صحة لقد وصلتنى آخر رسالة بالبريد العادى ولقد سعدت بها كثيرا وأنا والحمد لله وحده فى خير عظيم ونعمة والنعمة هى الإيمان بالله وبقضاء الله الذى لا مفر منه إلا إليه وأعلم أن الصبر على البلاء فيه خير كثير وأن البلاء لا يدوم للمؤمن وأنه سوف يأتى يوم وينفرج البلاء..».
وعن أخباره داخل المعتقل قال: «الحمد الله على كل حال والوقت هنا يمر بسرعة عجيبة وفى نهاية رسالته أكد شريف، بعد هذه التجربة لن أبعد عنكم وأنا مشتاق إلى مصر ولن أطلب اللجوء لأى دولة وأنا متفائل كثيراً وراض تمام الرضا بقضاء الله أيا كان فهذه عقيدة المؤمنين الصادقين».
شريف فتحى على المشد مواليد ديسمبر 1976 شبين الكوم محافظة المنوفية، كان يعمل بإيطاليا فى تجارة الملابس حتى اعتقلته القوات الأمريكية بتاريخ 30 ديسمبر 2001 على الحدود الأفغانية الباكستانية عقب أحداث 11 سبتمبر حيث جاءته دعوة من صديق والكلام لشريف فى رسالته الأولى لخاله بإيطاليا - أخبره أن فى إمكانه الاتجار فى بعض أنواع الملابس «العباءات الإسلامية» التى تدر ربحاً وفيراً هناك وأثناء خروجه من أفغانستان إلى باكستان للعودة إلى إيطاليا تم القبض عليه وترحيله إلى معتقل جوانتانامو دون أى محاكمة عسكرية أو مدنية.
يذكر أن عدد المصريين الذين تم الإفراج عنهم مؤخراً ثلاثة، هم رضا فاضل الوليلى مواليد 1966 بميت العامل مركز أجا دقهلية عاد إلى مصر وخضع لتحقيقات لمدة 7 شهور وخرج بعدها لممارسة حياته العادية، وسامى الليثى الذى أفرجت عنه السلطات المصرية بعد 3 أيام فقط من التحقيقات لعودته مصابا بشلل نصفى بسبب التعذيب بجوانتانامو، وعلاء عبد المقصود سليم ابن مدينة الباجور، منوفية والذى طلب اللجوء السياسى إلى ألبانيا ولم يتبقَ سوى عادل الجزار مواليد حدائق الزيتون بالقاهرة 1965، وشريف المشد مواليد شبين الكوم بالمنوفية.