انتهى عرس الثقافة المصرية، وانتهى معرض الكتاب وعادت دور النشر إلى أماكنها بعد تجهيزات واستعدادات تستمر شهورا قبل المعرض، الذى بمجرد انتهائه تعود الحياة كما كانت من قبل فى سوق النشر والكتاب، فما حال هذه الدور بعد انتهاء العرس؟
يرى كثيرون أن سوق النشر والقراءة تشهد كسادا كبيرا بعد المعرض، الأمر الذى رفضته الدكتور عفاف عبد المعطى مديرة دار هفن للنشر، حيث تؤكد أن سوق النشر فى مصر دائما سيىء ولا يشهد رواجا فى أى موسم حتى فى معرض الكتاب، الذى يفترض أن تكون حركة الكتب فيه جيدة، حيث شهد المعرض هذا العام إقبالا ضعيفا جدا كما أن المبيعات كانت ضعيفة ولا تليق بهذا الحدث السنوى، مؤكدة أن دور النشر حاليا تعيش حالة كساد فى النشر والتوزيع على حد السواء.
كلمات الدكتورة عفاف عبد المعطى رفضتها تماما الدكتورة فاطمة البودى مديرة دار العين للنشر، البودى أكدت أن النشر يزداد قبل المعرض لأن معظم الكتاب يحرصون على إصدار أعمالهم فى المعرض وبعد انتهائه تبدأ دور النشر فى توزيع الكتب على المكتبات التى لم تشارك بالمعرض، فدور النشر فى هذه المرحلة تستكمل عملية توصيل الكتاب للقارئ الذى لم يأت للمعرض، كما رفضت القول بأن سوق النشر فى مصر يعيش فى كساد مستمر، مؤكدة أن حركة القراءة تشهد رواجا لم تشهده من قبل نتيجة لعوامل كثيرة أهمها إنشاء العديد من المكتبات الجديدة، وعن الموسم المناسب لتقديم الكتاب تقول إن الصيف هو الوقت المناسب تماما للقراءة وإن معرض الكتاب يجب أن يتأخر قليلا حتى يلازم إجازة نصف العام ولا يبدأ فترة الامتحانات.
معرض الكتاب عموما لا يشهد رواجا للقراءة، هذا ما يؤكده الروائى عبد الله يسرى، فالجمهور العادى يكون قليلا جدا بسبب ارتفاع الأسعار، كما أن دور النشر لا تقدم عرضا جيدا للكتب، بالإضافة للتوقيت الذى يضيع نصفه فى امتحانات نصف العام، كما أن المصرى عموما لا يجيد شراء الكتب والاختيار فيما بينها، فبالنسبة إليه فترة المعرض تمثل زحمة ودوشة وتكدسا للكتب، كما أن الأماكن المخصصة لدور النشر تكون بعيدة عن بعضها مما يؤدى لإرهاق القارئ فى البحث عن الكتب.
وعن دور النشر يقول إنها تكون مرهقة تماما بعد فترة المعرض الذى تستمر فى التجهيز له وقتا طويلا، وعادة ما تشهد حركة النشر والقراءة كسادا بعد فترة المعرض، أما عن الكتاب يؤكد "يسرى" أن العديد من الكتاب يحرصون على إصدار أعمالهم فى فترة المعرض لأن الظهور الإعلامى وحفلات التوقيع فى هذه الفترة تكون أكثر، موضحا أنه يفضل صدور أعماله بعيدا عن هذه الفترة التى تظلم العديد من الكتب، وعن الوقت المناسب للقراءة فى مصر يرى أن فترة الصيف هى الأكثر لأن القارئ فيها يستطيع الانفراد بنفسه والقراءة فى هدوء وهذا ما تتطلبه القراءة بعكس فترة المعرض التى تأتى فى وسط الامتحانات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة