سؤال كان يشغلنى طوال الرحلة، طرحته على كل من قابلتهم، خاصة من المواطنين العاديين ممن لا ينتمون لأى من الفصيلين، ماذا لو أجريت الانتخابات الآن هل تفوز بها حماس؟ الإجابات جاءت مختلفة، فى مدينة رفح كانت الأغلبية تميل إلى رفض الفصيلين ثم جاءت فتح، وبعدها حماس، ولكن فى المدينة الأكبر فى القطاع وهى غزة كانت الأغلبية أيضا لا تقبل بحكم أى منهما، وتميل إلى حكومة من المستقلين، ثم جاءت حماس فى المرتبة الثانية وبعدها فتح، لكن السؤال: لماذا خسرت حماس أغلبيتها الساحقة التى مكنتها من الفوز فى الانتخابات السابقة؟
الرأى العام فى نسبة كبيرة منه، يرفض بعض ممارسات شرطة حماس التى تقترب مما كان يفعله أنصار فتح، يقول أحدهم كل المعونات التى تدخل إلى القطاع وتتسلمها حكومة حماس تبيعها للتجار، ولا تصل إلى المواطن المحتاج، وما يتبقى فهو لرجال فتح «يوزعون المعونات على أنصارهم فى الليل، وكأننا لسنا من شعب غزة، وليلة مسيرة الجمعة التى أعقبت وقف إطلاق النار وزعوا المساعدات على أنصارهم ليلا حتى يخرجوا».
يحكمون الشارع بالبندقية، مواطن آخر قالها، لا تسطيع أن تناقش، وفى أثناء العدوان كانوا يطلقون الصواريخ من وسط المنازل رغم علمهم أن إسرائيل سترد على مكان إطلاق النار.
غزاوى ثالث قال: «كثير من العائلات منعت أبناءهم من أعضاء حماس من الخروج أثناء العدوان، وأغلقوا هواتف أبنائهم المحمولة وحبسوهم، مئات المنازل التى دمرتها إسرائيل تتحمل حماس المسئولية بعد الصهاينة».
«تعبنا من الاقتتال الداخلى، كنا نأمل فى حماس، لكن السلطة خلقت صراعات كثيرة، وأفسدت حماس، ولولا أنها فى مواجهة العدو لخرج الغاضبون من ممارسات رجال حماس إلى الشارع يتظاهرون ضدها، فعدونا ليس فتح وعنوان العدو واضح، قالها آخر من أهل غزة.
ذهبت لشراء كيس من الطحين من مخزن أحد التجار وكان ممتلئا، ودفعت 90 شيكلا ثمنا له واكتشف أنه مساعدة من أهلنا فى الإمارات ومكتوب على الكيس ذلك، وسألت التاجر فقال إنه اشتراه، فمن يبيع المعونات للتجار؟ قالها غزاوى آخر.
«الطخ فى الرجلين»، وسيلة عقاب حمساوية، انتشرت فى الشارع مؤخرا، وخاصة لخصوم حماس من أنصار فتح.. هذا بعض ما يقوله الغزاوية فى الشارع ماداموا تأكدوا أنك غريب ولا يمكن أن تنقل كلامهم إلى حماس.