تقرير دولى: اليورانيوم الإيرانى فى طريقه للنفاذ

أشارت دراسة جديدة نشرت أمس، الأربعاء، إلى أن إيران قد ينقصها قريبا اليورانيوم المركز، أو "الكعكة الصفراء"، مما قد يؤثر سلبا على طموحاتها المعلنة لإنشاء صناعة نووية مدنية.

وأفادت الدراسة الصادرة عن مؤسسة العلوم والأمن الدولى، "أن النقص الحالى لمعدن اليورانيوم يكشف تناقضا أساسيا بين نيات الدولة الإيرانية وقدراتها" لإنشاء محطة نووية مدنية "تغذى بوقود إيرانى". وقالت الدراسة "إن كان هدف إيران أن يكون لديها نظريا إمكانية لامتلاك ترسانة نووية، فستحتاج يوما للاستثمار فى قدرات صناعتها المنجمية".

لكن الدراسة أكدت أنه إذا أرادت طهران تلبية احتياجات مفاعل واحد على الأقل فى محطة نووية من نوع محطة بوشهر (قيد البناء فى جنوب البلاد)، فسيتعين عليها القيام بالمزيد لتطوير قدراتها فى صناعة المناجم، أو أن تحل خلافاتها مع المجتمع الدولى، بغية التمكن من استيراد ما يكفى من اليورانيوم المركز".

واستند أصحاب الدراسة، ديفيد ألبرايت وجاكلين شاير وبول برانان، إلى تقرير صادر فى نوفمبر 2008، عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعتبر أن إيران استهلكت ما يقرب من ثلاثة أرباع مخزوناتها البالغة ستمائة طن من اليورانيوم المركز الذى حصلت عليه فى السبعينيات من جنوب أفريقيا عندما كان الشاه لا يزال فى الحكم.

ويبدو أن أيا من منجمى اليورانيوم الإيرانيين، لا يملك القدرة على تزويد مفاعل نووى واحد بالوقود بحسب الدراسة. فأحد المنجمين، منجم سغند بمحافظة يزد (جنوب)، يحتوى على معدن ردئ النوعية، كما أن الأقمار الصناعية لم ترصد أى نشاط لاستخراج المعدن منذ أشهر بحسب التقرير.

إلا أن إيران تملك موقعا نوويا فى أصفهان (وسط) مخصصا لإنتاج هكزافلورور اليورانيوم الغازى الذى يسمح بتغذية مصنع (نطنز) حيث تقوم طهران بتخصيب اليورانيوم. وإن تمكنت إيران من الإبقاء على أنشطتها لتخصيب اليورانيوم فى 2010 بحسب الدراسة، فقد يعنى ذلك أنها تمكنت من التزود باليورانيوم من الخارج بالرغم من قرارات الأمم المتحدة.

يذكر أن دولا غربية عدة انطلقت منذ ديسمبر الماضى فى حملة دبلوماسية لإقناع الدول المنتجة لليورانيوم بعدم تزويد إيران التى تكاد مخزوناتها تنضب، كما أوردت صحيفة تايمز أواخر يناير الماضى.

وقد أصدر مجلس الأمن الدولى خمسة قرارات بحق الجمهورية الإسلامية، ثلاثة منها مرفقة بعقوبات تطالب خصوصا طهران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وعملية تخصيب اليورانيوم تسمح بالحصول على الوقود لمحطة نووية، وكذلك على المادة الأولية لصنع قنبلة ذرية.