بصوت غاضب ومهزوم وكأن الحياة كلها قررت أن تقسو عليه فى آخر أيامه, كان صوت عم حسن «85 سنة» كالسكين المسلط على رقبة كل من يتعامل مع المسنين فى بلادنا بهذه الغلظة.
«يا بنتى أنا عارف كويس إن الرجل الكبير ما يفرقش عن العيل الصغير». «.. الاتنين متعبين، لكن الاتنين محتاجين رعاية من نوع خاص». هو سهل على أقولك إنى عيل ومحتاج معاملة فيها حنان واهتمام؟ قالها وأجاب عم حسن بنفسه: أبدا، مش عيب، وفى يوم الصغير ح يشيب ويتحوج لغيره، الله يلعن الحوجة للغير حتى ولو كانوا ولادك. عم حسن يعيش فى دار للمسنين، وهذا بعد عمر طويل عاشه، وهو يخدم نفسه بنفسه ويخدم كل من كان يسأله المساعدة، هذا ما كان يشعره بالحياة: «طول ما أنا كنت قادر أخدم غيرى، يبقى أنا لسة حى على وش الدنيا»، ولكن تغير الموقف تماما عندما أصيب بكسور أعجزته حتى عن قدرته للذهاب إلى دورة المياه, رعاه أولاده لفترة, ثم قرر أن يدخل دارا للمسنين بمبلغ ألف جنيه فى الشهر بمنتهى الألم والحسرة قال: «بفلوسى وبيعاملونى زفت، الرغبة الحقيقية التى أشعر بها هو إنى عاوز أموت،
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة