وسط توقعات بأن تؤثر الأزمة المالية العالمية على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، افتتحت الأحد الماضى فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مؤتمر ومعرض «كايرو أى سى تى» أكبر المعارض المتخصصة فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والشبكات والأقمار الصناعية وأنظمة البث فى المنطقة العربية وأفريقيا, ويستمر الحدث حتى الأربعاء بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات. ويحظى المعرض برعاية الشركة المصرية للاتصالات ومجموعة من كبرى الشركات العالمية والمحلية. باعتباره أحد أبرز الفعاليات التقنية فى العالم العربى وشمال أفريقيا.
وتأتى دورة هذا العام تحت شعار «اعرف قبل أن تتحرك Know Before You Go», فى توقيت هام للاقتصاد المصرى والعربى تلعب فيه المعلومات والاتصالات دوراً حيوياً ومؤثراً لدى متخذى القرار فى ظل الأوضاع الاقتصادية التى يمر بها العالم، والتى ألقت بظلالها على المنطقة العربية والأفريقية, وسجل المعرض هذا العام حضوراً لافتاً من قبل العديد من الشركات المصرية والعربية والعالمية, بالإضافة إلى قيام العديد من الزوار الأجانب بالتسجيل لحضور المؤتمر والمعرض, وتشارك إنجلترا بوفد رسمى بالتنسيق مع المكتب التجارى الإنجليزى, بالإضافة إلى وفود تجارية عديدة سجلت حضورها من السعودية والكويت والصين ونيجيريا والسودان وجنوب أفريقيا وغانا.
تم اختيار ماليزيا هذا العام لتكون ضيف شرف الدورة الثالثة عشرة, فى بادرة جديدة لاختيار ضيف شرف لكل دورة من دورات المعرض وكانت البداية العام الماضى بدولة فنلندا. يذكر أن التبادل التجارى بين مصر وماليزيا سجل معدلات نمو كبيرة تضاعفت خلال العامين الماضيين, والعام الماضى وحده سجل 71 % نمواً فى الصادرات المصرية لماليزيا, ويشارك وفد رسمى من ماليزيا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الشركات الماليزية تبحث عن فرص تعاون وشراكة مع مثيلاتها المصرية ليكون المعرض بوابتها الرسمية للدخول لأسواق المنطقة العربية وأفريقيا.
تشارك هذا العام فى المعرض بصورة مباشرة 350 شركة, أكثر من 60 % منها شركات عربية وعالمية, على مساحة 19 ألف متر مربع وهى نفس مساحة العام الماضى, مما يعطى مؤشراً شديد الدلالة على أن وجود هذا العدد الكبير من الشركات فى المعرض يؤكد مدى ثقة هذه المؤسسات فى حاضر ومستقبل صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصرية، رغم الأزمة المالية العالمية التى عصفت باقتصاديات كبيرة.
وتوقع الدكتور طارق كامل، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تأثيراً محدوداً على قطاع الاتصالات المصرى الثابت والمحمول والإنترنت بسبب الأزمة العالمية, بسبب قوة الدفع الكبيرة التى تمتع بها هذا القطاع الفترة الماضية, وشدد على أهمية أن نتعامل بحرص وتعقل مع تداعيات الأزمة المالية لأن القلق والتسرع يمكن أن يؤديا إلى رد فعل عكسى. ومنذ الدورة العاشرة من المعرض وهو يسجل حضوراً «كامل العدد», لقاعات وأجنحة مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات, ويقول أسامة كمال: «فى السنوات الأربع الماضية كان التحدى الذى نواجهه هو تحسين صورة المعرض وتطويره وابتكار أحداث وأنشطة جديدة, مع السعى إلى إشراك العديد من الشركات العالمية ذات الاسم الكبير التى يوجد لديها الجديد الذى تقدمه عبر مصر لأسواق المنطقة العربية وأفريقيا.
وأشار إلى أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ركزت على فرص النمو والتعاون الذى يمكن أن تحدث بين قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقطاع التطوير العقارى, الذى يعد واحداً من أكثر قطاعات الأعمال نمواً فى السنوات الماضية, وسيشرف هذا الجلسة بالحضور, معالى الدكتور طارق كامل، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات, والدكتور أحمد المغربى، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية.
وأضاف قائلاً: «زيادة الشركات العارضة فى المعرض يمكن أن تحدث فور أن تنتهى الحكومة من المخطط الذى تقوم به حالياً بتطوير أرض المعارض بمدينة نصر تحت اسم «كايرو اكسبو», وبعد الانتهاء من التطوير ستكون فرصتنا كبيرة فى الانتقال إلى أرض المعارض الجديدة، مما سيتيح لنا ضم شركات جديدة للمعرض، وتوقع كمال ألا يكون ذلك قبل العام 2012 حينما ينتهى العمل من تطوير أرض المعارض. ويركز المعرض على القطاع المالى والمصرفى, باعتباره محوراً أساسياً بدأ مع دورته الماضية, وهذا العام يشهد مشاركة قوية من العديد من شركات الأسواق المالية المصرية والبنوك, مع وجود رسمى للبورصة المصرية بجناح داخل المعرض, ويحتل القطاع العقارى مكانة متميزة هو الآخر خلال المعرض, وستجمع منطقة «Future Living المعيشة فى حياة المستقبل» مجموعة من أبرز شركات التطوير العقارى المصرية والعربية وشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التى تقوم بتطوير حلول وأنظمة رقمية لمنازل المستقبل. وفيما يخص المؤتمر المصاحب للمعرض تقول أمانى غانم، عضو مجلس إدارة شركة «تريد فايرز إنترناشونال» المنظمة لمعرض «كايرو أى سى تى»: «المعرفة قبل القرار Know Before You Go يمثل هذا الشعار الفكرة الرئيسية التى يدور حولها المعرض والمؤتمر هذا العام, فى وسط العديد من التحديات يمثل القرار السليم نقطة فاصلة فى تاريخ عمل الشركات والمؤسسات, ووحده قطاع الاتصالات والمعلومات يمكنه أن يقدم رؤية واضحة المعالم لمتخذى القرار حول أفضل الاتجاهات والاستراتيجيات التى يجب أن تُؤخذ فى وقتها وبصورة صحيحة, خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية التى نعيشها».
وتضيف قائلة: «سيناقش المؤتمر فكرة «المعرفة قبل القرار» من خلال مجموعة من المحاور الرئيسية تم تنسيقها بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وغرفة الصناعة والتجارة العربية الألمانية, وسيشارك فيها السادة وزراء الإسكان والمجتمعات العمرانية, والتنمية الإدارية, والنقل, والاستثمار, والتعليم العالى, وعدد كبير من الخبراء المتخصصين من الشركات العالمية والمحلية والأكاديميين والاستشاريين».
لمعلوماتك...
◄180 مليار دولار مشتريات سندات الخزينة الأمريكية لمواجهة الأزمة المالية