أيمن اشتغل فى الفرن لحد ما عينيه ضاعت.. القومسيون قال له لأ إنت عندك فيروس سى.. وخصموا له نصف الراتب

الخميس، 12 فبراير 2009 08:16 م
أيمن اشتغل فى الفرن لحد ما عينيه ضاعت.. القومسيون قال له لأ إنت عندك فيروس سى.. وخصموا له نصف الراتب أيمن .. يبحث عن حقه .. بالورق الرسمى
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من أن قانون العمل المصرى يتيح للموظف الحصول على إجازة فى حالة إصابته بمرض مزمن أو الإحالة إلى معاش مبكر، دون الخصم من راتب المريض، فإن ما حدث مع أيمن لم يكن هكذا، فقد قضى أيمن عبد الفتاح إبراهيم 8 سنوات من عمره فى التنقل بين مستشفى التأمين الصحى, والمستشفيات الخاصة, والقومسيون الطبى, والشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى التى يعمل بها والتابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، فقد كان أيمن يعمل «عجانا» فى الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى منذ 1987، وتم تعيينه بالشركة فى 1990، رغم أن أوراق التعيين كتب بها: فنى إنتاج، إلا أنه فرح بالوظيفة ولم يشكُ أو يتذمر, باع بعض ما يملك بقريته فى البحيرة واشترى شقة ليسكن فيها هو وأسرته قريبا من العمل.

منذ ثمانى سنوات أصيب أيمن بآلام فى عينيه بسبب قربه من حرارة الفرن, أى أنها إصابة عمل, وبعدها أثبتت التقارير الطبية الصادرة من مستشفى 6 أكتوبر بالدقى التى يعالج بها تبعا للتأمين الصحى أنه لا يستطيع العمل، وأنه يستحق الإحالة إلى المعاش.

مع سوء حالة النظر لدى أيمن أوصت اللجنة العامة للقومسيون الطبى بإحالته إلى لجنة العجز الكامل فى 2003، ولكن اللجنة فى أحد تقاريرها قالت: «إنه مريض بالقلب مرة ومريض بفيروس سى مرة أخرى», ورغم ذلك تم رفض قرار إحالته إلى المعاش المبكر.

أيمن يقول «تقرير القومسيون الطبى «وقّع قلبى» بيقول إنى مريض بالقلب وبرضه بفيروس سى، رحت أكشف فى العيادات الخاصة لقيت مفيش أى شىء، بتوع القومسيون الطبى ماكشفوش علىّ, كانوا بياخدوا الأوراق ويكتبوا مع نفسيهم».

خوفا على عينيه ذهب أيمن إلى المستشفيات الخاصة لخوفه من المستشفيات والقومسيون الذى أصابه بأبشع الأمراض، أجرى عمليتى انفصال فى الشبكية ومياه بيضاء وفشلتا، ذهب بعدها إلى معهد بحوث أمراض العيون الذى كتب فى تقريره إن لديه انفصالا فى الشبكية، وغير صالح للعمل بالأفران، ولكن القومسيون الطبى كان له رأى آخر فقال إن حالته مستقرة، ولا يوجد ما يمنعه عن العمل.

أيمن يتساءل: «ليهم 8 سنوات بيدونى إجازات عشان عينى، يبقى ازاى إصابتى لا تعوقنى عن العمل، مش كفاية رعبونى وقالوا لى انت مصاب بالقلب والكبد، أنا هاتجنن، أنا اللى طالبه أحافظ على الجزء اللى فاضل من نظرى، نظرى دلوقت 6/60 هم عايزينى أنتظر لإمته لو فيه أى شغل لىّ فى مكان بعيد عن النار ينقلونى».

وبدلا من أن يحال أيمن إلى المعاش المبكر فوجئ منذ شهور قليلة باهتمام الوزارة والمسئولين بحالته، لكن على النقيض مما يتوقع ومما تقره قوانين العمل، اهتم المسئولون بتقرير القومسيون الأخير ولم يهتموا بالتقارير السابقة، وكان القرار بحصول أيمن على إجازات ولكن دون أجر كامل، رغم أن راتبه لا يتجاوز 500 جنيه.. فى البداية سيخصم ربع الراتب وبعد شهور قليلة يخصم نصف الراتب إلى أن يخصم ثلاثة أرباعه.

أيمن باع شقته ورجع إلى قريته بمركز كوم حمادة بالبحيرة ليصرف على علاج عينيه وقد اضطره هذا الخصم وقلقه على مستقبله إلى أن يعمل فى القاهرة فى وظيفة مكتبية، حتى لا تتعب عيناه أكثر مما هى عليه.

أيمن يصحو من نومه قبل الفجر حتى يصل للقاهرة فى الثامنة صباحا وفى الثامنة مساء يسافر إلى قريته مرة أخرى ليصل فى الحادية عشرة مساء يقول بنبرة يأس: «لو مش عايزين يطلعونى معاش ياريت بس ينقولونى أى مكان فى البلد عندنا بعيد عن النار أو أى وظيفة مكتبية، أنا تعبت».





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة