«ناضورجى» يعنى لما الشرطة تكبس يقول: «كبسة» عشان كله يجرى فى مرة كلهم جريوا وسابوه.. ما يقع إلا الشاطر يا «منصور»

الخميس، 12 فبراير 2009 08:16 م
«ناضورجى» يعنى لما الشرطة تكبس يقول: «كبسة» عشان كله يجرى فى مرة كلهم جريوا وسابوه.. ما يقع إلا الشاطر يا «منصور» منصور..من الكيف إلى التجارة فيه..ثم إلى السجن ومنه للشارع - تصوير عصام الشامى
كتب محمد عبد العاطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الناضورجى» كلمة سر الأمان للعالم السفلى، العين الساهرة لحراسة وتأمين عالم الإجرام، منصور كان واحدا من تلك العيون لمدة 30 سنة حتى تم الإيقاع به فى إحدى عمليات التسليم عام 96.

نظام محكم للرصد والمراقبة يعمل به منصور, فهو يعرف رجال الشرطة «الحكومة بلغة الناضورجية» مهما بلغ تخفيهم، وبمجرد ظهور عدد من الوجوه الغريبة، يأتى وقت العمل والإنذار بـ«الكبسة» القادمة، أما من يدخل منفردا، فلا أهمية له فمهما بلغت قوته أو رتبته فهو فى النهاية «اللى ييجى لوحده مش مهم ،هيروح فينا فين فى النهاية دا نفر لوحده».

ويقول عملى أن أطلق صيحة معينة أول ما أشوف الحكومة داخلة، والصيحة توصل لآخر، يطلقها بدوره ليتنبه الذى يليه وهكذا، وبعد الصيحة أختفى، فتدخل الحكومة لا تجد أى شىء، لا إحنا ولا التجار ولا البضاعة، بدأت قصة منصور عندما قدم لمصر مع أمه الأردنية عام 64 وعمره لم يتجاوز الستة عشر عاما، ليعيش مع والده سعيد الترزى فى حى الجمالية، فيقول «أبى عوضنى حرمانى منه بالمال الذى أفسدنى، فجربت الدخان الأزرق ومن بعده البودرة، حتى وصلت للإدمان الحقيقى»، هذا بعد أن قاده أصدقاء السوء إلى حى الباطنية المجاور لهم، حيث أدمن المخدرات قبل أن يتاجر فيها.

فيقول «كنت بكسب من 200 لـ300 جنيه وآخر اليوم يخدوهم منى تانى، مقابل تذكرة البودرة أو الحقنة، رغم أن تذكرة الإصطباحة كانت عليهم هما»
عاش فى عالم كل شىء موجود فيه ومباح، سوق سوداء للعملات الخضراء والحمراء، تزييف أموال وتزوير أوراق ومستندات، بلطجية لتأديب خصومك أو تخليصك منهم إلى الأبد، وحتى التجارة فى الأطفال المخطوفين، وبيع المتعة الجنسية أو المقايضة عليها، مثل أحد صغار التجار واجهته ضائقة فأضطر لرهن زوجته حتى يقوم بتسليم البضاعة ويفك رهنها، ولكن الحكومة أمسكت به لتتحول زوجته إلى سبيل، وبالطبع لا تملك حق الاعتراض أو الرفض، لأن الاتفاق فى عالمنا أقوى من أى عقد ولا يتم حله، إلا بالوفاء به أو بالموت.

تعامل منصور مع زبائن من كل الأنواع، مثل الأغنياء والمشاهير التى يصلها تموينها الخاص حيث كانوا، ولكن من وقت لآخر، يجب قطع التموين لأن تاجر المخدرات يحب أن يشعر بأهميته، فيقول «نحب أن نحضرهم لنشاهدهم يتذللون أمامنا طلباً للصنف، مثلاً كنت بشوف ضابط شرطة يقبل أيدى تجار المخدرات، وضابط آخر وهو بيضرب حقنة مات».

فكرة العلاج لم تكن مطروحة، إلا بعد نجاته من كمين أعد لهم أثناء عملية تسليم صغيرة عند نادى الشمس، هذا اليوم جعله يشعر بقربه من السجن أو الإعدام فى أى لحظة، مما جعله يذهب للعلاج فى مستشفى العباسية عام 85 ، فيحكى «مفيش رعاية، ولم يجد أمامه إلا الهرب بعد ثلاثة شهور ليعاود نشاطه الإجرامى من جديد، ولكن بدون بودرة حتى تم القبض عليه وحصل على ثلاث سنوات سجن».

بعد السجن، لم يستطع منصور العودة لكاره القديم فيقول «حالياً أنا عاجز، لو ألاقى صحتى كنت رجعت، لأنى خلاص مستحملش حياة السجن، ومعنديش استعداد أتحبس تانى، يارتنى دخلت السجن فى بداية حياتى، كانت حياتى اتغيرت خالص».

كان من الطبيعى أن يرفض إخوته استقباله، وخاصة أن حوادث المدمنين تملأ الصحف، ولكن فى النهاية قبلوه بعد أن قطعوا عليه الوعود التى خالفها «أنا مكنتش محل ثقة وشربت مخدرات، فلما عرفوا قطعوا معايا خالص».

«كرامتى مسمحتليش أنى أشتغل شحات» وعمل منادى سيارات، ولكن بدون ترخيص، ثم بائع سريح تطارده البلدية فيقول «البلدية كانت بتاخد البضاعة، وأنا كنت واخد البضاعة من تجار بالأجل، فتهربت طبعاً من الدفع وأكلت عليهم حقها». «أنا أستحق الإعدام، ودا الجزاء الحقيقى لأى تاجر مخدرات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة