قال إنها من المتوقع أن تحمل حرباً أخرى على المنطقة..

عماد جاد: إيران تحسم الانتخابات الإسرائيلية

الثلاثاء، 10 فبراير 2009 11:17 ص
عماد جاد: إيران تحسم الانتخابات الإسرائيلية الدكتور عماد جاد رئيس تحرير مجلة شئون إسرائيلية
حاوره محمود المملوك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أهمية الانتخابات الإسرائيلية تنبع مما تثيره إسرائيل من أزمات فى المنطقة، وأغلب الأحزاب المتنافسة فى الانتخابات الإسرائيلية تضع الموقف من إيران وحماس فى مقدمة أولوياتها، وكلها تحاول اللعب على وتر القضاء على ما ينغص المواطن الإسرائيلى "صواريخ حماس، وقنبلة نجاد النووية" والاتجاه العام فى الشارع الإسرائيلى ينحدر يميناً، والأحزاب العربية التى تحمل وجهة نظر أكثر توازناً أقصى طموحها واقعياً هى زيادة مقاعدها فى الكنيست دون أمل فى الوصول للسلطة. وبشكل عام فإن المشهد الحالى للانتخابات الإسرائيلية قبل ساعات من فتح باب التصويت، ثم إعلان النتائج لا يبعث على الكثير من التفاؤل. عن تفاصيل هذا المشهد وفرص الأحزاب المختلفة.. يحدثنا الدكتور عماد جاد رئيس تحرير مجلة شئون إسرائيلية، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فى الحوار التالى:

من وجهة نظرك.. من الذى سيفوز فى هذه الانتخابات؟
لا أتحدث من وجهة نظرى، ولكن استطلاعات الرأى تشير إلى أن أحزاب اليمين الإسرائيلى ستحصل على 65 مقعداً فى الكنيست، سيضمن منها حزب الليكود الذى يترأسه بنيامين نيتانياهو 26 مقعداً، بينما سيحصل حزب إسرائيل بيتنا اليمينى برئاسة المتطرف ليبرمان على 17 مقعداً. فيما ستحصل أحزاب اليسار والوسط فى إسرائيل على 55 مقعداً بالكنيست، سيكون نصيب حزب العمل منها برئاسة وزير الدفاع إيهود باراك 14 مقعداً، بينما سيحصل حزب كاديما الوسطى برئاسة وزيرة الخارجية تسيفى ليفنى على 23 مقعداً بالكنيست.

نيتانياهو الشخصية الأبرز فى هذه الانتخابات، ما القضايا الأساسية التى سيعمل على تنفيذها؟
نيتانياهو زعيم حزب الليكود الإسرائيلى اليمينى المعارض وأحد المرشحين الأوفر حظا للفوز فى الانتخابات العامة المقبلة طرح مواقف متشددة إزاء إيران وحماس والمستوطنات فى حملته الانتخابية، وتعهد بمنع إيران من امتلاك سلاح نووى، وقال إنه فى حال انتخابه رئيسا للوزراء فإن أولى مهامه ستكون إحباط التهديد النووى الإيرانى. واعتبر نيتانياهو أن الحرب الأخيرة على غزة لم تحقق أهدافها بالكامل، ورأى أن الحكومة المقبلة لن تملك إلا إنجاز ما هدفت إليه العملية السابقة واجتثاث ما أسماه "قاعدة الإرهاب الإيرانية" فى قطاع غزة.

وماذا عن باراك وليفنى؟
عبر كل من ليفنى وباراك عن موقف متشدد تجاه التعامل مع ما يوصف فى إسرائيل بـ"التهديد الصاروخى" المستمر من قبل حركة حماس فى قطاع غزة، وأضافا أنه إذا لم تدرك حماس الرسالة بعد فستقوم إسرائيل بالهجوم عليها مرة ثانية، وهما يرفضان التوصل إلى اتفاقات مع حماس ولا يمانعان من ضربها مرة ثانية.

وفيما يتعلق بليبرمان؟
اليمينى المتشدد ليبرمان يرى أن الصراع العربى- الإسرائيلى، هو جزء من الصراع الأكبر بين الغرب والإسلام، إذ يرى أن الإسلام الراديكالى يهدد بتغيير الواقع المحيط بإسرائيل، ويفرض عليها واقعا جديدا لم تشهده من قبل، فحسب رؤيته لا ينحسر الصراع فى ثالوث الأرض، والإنسان، والدم، بل إنه صراع متعدد الزوايا، وزاويته الأخطر هى الزاوية العالمية.

وكيف يتصور ليبرمان الحل لهذه المعضلة السياسية؟
الحل من وجهة نظره السياسية والفكرية يكمن فى عملية تبادل للأراضى والسكان بين إسرائيل والفلسطينيين، إذ أن هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على الطابع اليهودى لإسرائيل، وتجسيد طموحاتها الصهيونية، ويضع خطة واضحة المعالم لتنفيذ هذه الفكرة، والتى تتمثل فى سعى إسرائيل للفصل بين القطاع والضفة ديموغرافيا وسياسيا، واتخاذ سيطرة حماس على غزة كمبرر للضغط نحو نقل مسئوليته إلى حلف شمال الناتو أو الاتحاد الأوروبى.

ماذا عن موقف وفرص حزب شاس فى هذه الانتخابات؟
الحاخام عفوديا يوسف زعيم حزب شاس الدينى المتطرف وعد بمنح "تبريكة" لكل من يقنع عشرة إسرائيليين بالتصويت لحزبه، فى محاولة لتعزيز فرص شاس فى تلك الانتخابات.

وهل هذه "التبريكة" ستجعل شاس يفوز بالانتخابات؟
قادة الحزب أطلقوا على وعد الحاخام اسم "العملية 10"، مؤكدين أن "التبريكات" ستنال حتى اليهود من غير المنتمين لشاس إذا عملوا على إقناع غيرهم بالتصويت للحزب وسيوزع نشطاء الحزب نص وعد الحاخام يوسف بمنح التبريكات على أكبر عدد من اليهود فى منازلهم وأماكن أعمالهم، ولو افترضنا أن لدينا 50 ألف ناشط، وجلب كل واحد منهم عشرة ناخبين، فهذا يعنى تحولنا إلى حزب رئيسى.

وما موقف الحزب من قضايا المنطقة الرئيسية، وعلى رأسها القدس؟
زعيم حزب شاس فى محاولاته لحشد الناخبين، خاصة اليهود العلمانيين الشرقيين ذوى التوجهات اليمينية، قال إن انتخاب الحزب هو الضمانة لمنع مجرد الحديث عن التنازل عن القدس "للإرهابيين"، على اعتبار أن ذلك يهدد وجود إسرائيل من الأساس. كما أن شاس هو الحزب الوحيد الذى أحبط جهود ليفنى، لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بعد استقالة أولمرت، حيث طالب الحزب بالحصول على تعهد خطى منها بعدم إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حول مدينة القدس.

وما موقف الأحزاب العربية فى تلك الانتخابات؟
بالنسبة لحزب "بلد" التجمع الوطنى الديمقراطى بزعامة النائب جمال زحالقة، تتزايد الآمال بتوسيع قاعدة التأييد اليهودى له، التى تمثل حوالى 1000 ناخب. كما يأمل كل من حزب القائمة العربية الموحدة بزعامة النائب إبراهيم صرصور رئيس الحركة الإسلامية وحزب الحركة العربية للتغيير بزعامة النائب أحمد الطيبى عبر تحالفهم معاً فى الحفاظ على الأصوات اليهودية التى تقدر ببضع مئات.

وماذا عن فرص فوزهم؟
حزب "بلد" يسعى لكسب ناخبين يهود على الرغم من كونه حزبا عربيا قومى التوجه، بحسب أدبيات الحزب. وفى انتخابات الكنيست السابقة صوت لصالح حزب "بلد" ما يقرب من 1000 يهودى، ما دفع الحزب لإقامة مؤتمر انتخابى خلال الأسبوع الماضى باللغة العبرية، على أمل جذب مزيد من الناخبين اليهود، ومؤتمر آخر لهذا الأسبوع لنفس الغرض، وشاركت فيها عدة شخصيات يهودية مناصرة للحزب. ويفسر التأييد اليهودى للأحزاب العربية بأنه نوع من التحدى، إذ أن الأحزاب العربية تمثل قيما معينة مثل المساواة الكاملة بين المواطنين، ولا تمثل هوية معينة، سواء عربية أو يهودية.

وماذا عن باقى الأحزاب العربية الأخرى؟
فيما يتعلق بحزب "حداش" الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وهو حزب يهودى - عربى، ومن المتوقع أن يحصلوا على عدة مئات من الأصوات اليهودية، بعد أن قرروا التوجه هذه المرة للجمهور اليهودى ليس انطلاقا من شعارات سياسية قديمة، ولكن من الثقة الكبيرة بأن الحزب يمكنه أن يزيد من قوته الانتخابية فى أوساط الجمهور اليهودى.

وما السبب فى كونه سيحصد هذه الأصوات؟
السبب الرئيسى هو دعوة الحزب لإقامة دولتين متجاورتين يهودية وعربية. وكانت الأحزاب العربية قد تعرضت لمحاولة شطب قوائمها المشاركة فى الانتخابات الحالية للكنيست الإسرائيلى، وذلك من جانب أفيجدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليمينى المتشدد، وبعض الأحزاب اليمينية الإسرائيلية الأخرى، بزعم أن مواقف الأحزاب العربية الممثلة فى الكنيست الإسرائيلى تدعم أعداء إسرائيل فى لبنان وفى غزة والضفة الغربية، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، فى أعقاب حكم أصدرته محكمة العدل الإسرائيلية العليا بمشروعية مشاركة القوائم العربية فى الانتخابات القادمة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة