"فيما يتعلق بالمخاوف الدولية من القرصنة وسوء تفسير الإسلام فسنتخذ إجراءات ملموسة"، جمله تحمل وعوداً كبيرة بدأ بها الشيخ شريف أحمد ولايته للصومال بعد أن حلف اليمين الدستورى.
وقد صاحب انتخاب الشيخ شريف حاله من التفاؤل واعتبره المحللون السياسيون فرصة جديدة لتغيير الأوضاع فى الصومال الذى عانى على مدار الـ 18 عاما الماضية من العنف العشائرى والفوضى بعد الإطاحة بالرئيس محمد سياد برى فى عام 1991. حتى أن مصر أعلنت من خلال وزارة الخارجية ترحيبها بانتخاب البرلمان الصومالى للرئيس الجديد شيخ شريف شيخ أحمد، كنتاج لاتفاق جيبوتى الموقع فى أغسطس 2008 بين الحكومة الانتقالية الصومالية وتحالف تحرير الصومال المعارض، متمنيه أن تشهد المرحلة المقبلة سلاماً بين الصومال وجيرانه.
هذا الدعم الذى لاقاه شيخ شريف من البرلمان الصومالى فى الداخل قبل الدعم الخارجى جعل مهمته صعبة، حيث يواجه تحديات كبيرة داخلياً، فضلاً عن شبح القرصنة الذى يسبب الصداع للعديد من دول العالم منطلقاً من السواحل الصومالية. وقد وصل عدد السفن التى تعرضت للاختطاف قبالة السواحل الصومالية خلال هذا العام إلى 31 سفينة فيما شهد العام الماضى اختطاف 44 سفينة. لذا فإن دول العالم تتابع عن كثب تحركات الرئيس الجديد لمواجهة القرصنة كما وعد فى بدايه رئاسته. فهل يستطيع؟
السفير فتحى الجويلى يرى أن مسألة القرصنة ليس لها علاقة بانتخاب الرئيس الجديد، وعبر عن اعتقاده بأن عمليات القرصنة يتم دعمها من قبل دول خارجية. وقال إن هناك دولاً تسعى إلى التدخل والسيطرة على الصومال، ودلل على ذلك بالعروض التى قدمتها بعض الدول لإرسال أساطيلها البحرية واستعدادها للمساهمة بقواتها لمكافحة القرصنة.
ومن جهته ربط الخبير العسكرى ياسر الزيات بين استقرار الوضع السياسى بانتخاب رئيس مقبول من معظم الأطراف والقضاء على القرصنه، حيث يرى أن من أهم عوامل زيادة القرصنة هو الانقسام الداخلى فى الصومال، وعدم وجود قوة واحدة شرعية تواجه القراصنة.
ولكن الزيات أكد أن الأمر لن يحل بين ليلة وضحاها، حيث قد يستمر الوضع لأكثر من عامين، وأرجع الزيات ذلك لكثرة التحديات التى يواجهها الرئيس الجديد، والمتمثلة فى استقرار الوضع السياسى بتشكيل حكومة وحدة، وهى المحاولة الخامسة عشرة منذ عام 1991، ثم البحث عن استقرار الوضع العسكرى بتكوين جيش وطنى وجهاز شرطة قويين، بالإضافة إلى نظام استخباراتى يمكن الدولة القادمة من نشر هيبتها على كافة أرجاء البلاد، وبالتالى يمكنها مواجهة القرصنة.
أكدوا أنها ستستمر لسنوات..
شبح القرصنة يلاحق الرئيس الصومالى الجديد
الأحد، 01 فبراير 2009 02:25 م
تحديات كبيرة تواجه الرئيس الصومالى المنتخب - AFP
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة