يحتج كثيرون على كتاب دينى يعتبرونه ضد الدين، لكن الاحتجاج على رواية هو واقع غريب ومؤلم، ومنذ أن انطلقت شرارة المنع التى مارستها فى البداية مؤسسة الأزهر ووزارة الثقافة، وانتشرت النار حتى إن مقالاً صغيراً فى موقع صار يمنع رواية من النشر، أو ربما يقوم الناشر نفسه بمنع الرواية خوفاً من رد الفعل، وليست "وداعاً أيتها السماء" للروائى حامد عبد الصمد إلا واحدة ضمن قائمة طويلة.
البداية ترجع إلى رواية "أولاد حارتنا" التى تعتبر أشهر الروايات التى تم منعها، والتى كادت أن تقضى على الكاتب الكبير نجيب محفوظ، من وقتها، ونحن نتخبط بين المنح والمنع، قبلها كان يمكن منع كتاب من النشر، لكن لم يتم منع رواية، ومع منع "أولاد حارتنا" ازداد الطلب عليها.
رواية "وليمة لأعشاب البحر" التى صدرت 1982 فى بيروت ولم تثر أى ضجة، وعندما قامت وزارة الثقافة بالقاهرة بطباعتها عام 2000، قام بمهاجمتها محمد عباس الصحفى بجريدة الوفد، واعتبرها تهاجم الذات الإلهية، وقامت الدنيا ولم تقعد وقامت المظاهرات وأشعل الأزهر الأزمة، وفى النهاية اضطرت وزارة الثقافة لسحب الرواية.
معرض الكتاب شريك أساسى فى عملية المنع، وغالباً ما تمنع كتب وروايات كل عام من دخول المعرض، ومن الكتب التى قام معرض الكتاب بمنعها عام 2001 أربع روايات هى "الشطار" للروائى المغربى محمد شكرى و"إغواء المتحررات" للكاتبة المغربية فاطمة المرنيسى و"سقوط الإمام" لنوال السعداوى و"الشيطان والرحمن" للسورى فراس السواح.
وتتركز موضوعات الروايات الأربع على مناقشة أمور دينية بأسلوب اعتبره بعض النقاد متطرفاً جداً، كما تتضمن تفصيلات للعلاقة بين الرجل والمرأة، فيما اعتبر تفصيلات إباحية.
فى أواخر عام 2000 وأوائل 2001 قامت وزارة الثقافة بمنع ثلاث روايات، كانت قد أصدرتها فى هيئاتها هى "قبل وبعد" أول روايات الإذاعى المتقاعد توفيق عبد الرحمن التى كتبها بعد تجاوزه الستين و"أبناء الخطأ الرومانسى" لياسر شعبان و"أحلام محرمة" لمحمود حامد. وأقيل بسبب نشر الروايات الثلاث رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة على أبو شادى.
القرار جاء فى أعقاب حملة شنها نواب فى البرلمان على الروايات الثلاث، حيث تقدم 13 نائباً من الإخوان المسلمين والمستقلين والحزب الوطنى بطلب عاجل لاستجواب وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى، وقالوا إنها تحتوى على ما يخدش الحياء العام.
من جانبه قال وزير الثقافة المصرى، إن وزارته قد سحبت الروايات الثلاث من الأسواق لأنها تتعارض مع السياسة العامة للوزارة، مؤكدا أنه لن يسمح بنشر ما يبتذل الديانات أو ما يخدش حياء المجتمع، لكن فى الوقت ذاته يكون دون المساس بحرية التعبير المكفولة للجميع.
ولا ننسى العام الماضى رواية "سرير الرجل الإيطالى" للكاتب محمد صلاح العزب، والتى هوجمت بشدة بعد أن كانت تنشر على حلقات فى جريدة الدستور ومنعت بعض حلقاتها من النشر، ومثلها رواية "عزازيل" للدكتور يوسف زيدان التى واجهت اعتراضات عنيفة من الكنيسة ولكنها لم تصادر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة