30 عاماً مرت اليوم الأحد، على اندلاع الثورة الإسلامية فى إيران، بقيادة آية الله الخومينى، ومازالت آثار الثورة تلقى بظلالها على المنطقة، متمثلة فى المحور الإيرانى السورى، وتوجهات حماس وحزب الله وصعود شيعة العراق.
مراقبون أكدوا أن المشروع الإمبراطورى منذ عصر الشاه ما زال مستمراً فى عهد الثورة الإسلامية، وهو ما كشفته تصريحات الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد حول استمرار الثورة حتى إقرار العدل، الأمر الذى يجدد المخاوف حول فكرة تصدير الثورة.
السفير محمود فرج سفير مصر السابق فى إيران، أكد أن المشروع الإيرانى الإمبراطورى التوسعى مستمر منذ عهد الشاه وحتى الآن، بدليل أن الرئيس نجاد ركز فى خطابه على استمرار الثورة فى تحقيق أهدافها فى المنطقة، وعدم الانكفاء على الذات، والتحرك شمالاً وجنوباً فى المنطقة.
وأضاف فرج قائلاً "يمكن القول إن ثورة الخومينى حققت أهدافها فى الداخل، رغم وجود معارضة على كافة الجبهات، فالشعب الإيرانى ليس من السهل قيادته وتطويعه، وقادة الثورة يعلمون ذلك، ويركزون على الخارج لخدمة وتثبيت دعائم أركان الثورة فى الداخل، فهم مثلاً لن يتخلوا عن الجزر الإيرانية، ولن يكفوا عن التدخل فى شئون العراق ولبنان وفلسطين، فالقضية الآن هى صراع وجود، ودور إقليمى لن تتخلى عنه طهران".
وأشار فرج إلى أنه من المتوقع فى الفترة القادمة، مع اقتراب انتخابات الرئاسة، وصول زعيم معتدل مثل خاتمى أو موسوى، قد يفتح الباب أمام عودة الحوار مع الغرب والتوازن فى العلاقات مع العالم العربى، دون التخلى عن ثوابت المشروع الإيرانى الذى قامت عليه الثورة الإسلامية.
من جانبه يؤكد اللواء د.جمال مظلوم مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، أن الثورة الإيرانية سببت قلاقل فى المنطقة، وأحدثت هزات سياسية بسعيها المتواصل للهيمنة على المنطقة وافتعال الأزمات وتمويل الحركات التى تعبر عن توجهات المشروع الإيرانى، مشيراً إلى ما حدث فى حرب غزة، وتداعياتها واستكمال المشروع الإيرانى بالبحث عن مرجعية بديلة لمنظمة التحرير، وتعزيز ما يسمى بجبهة الممانعة والتشدد ضد مصر.
وأضاف مظلوم قائلاً "إن الثورة الإسلامية القائمة على التمدد الخارجى، هى مشروع سياسى استغل الدين لصالح تنفيذ مخططات معينة، ولن تتغير أهدافه بتغير الرؤساء الإيرانيين، وإن اختلفت الوسائل مع تغير المعطيات الإقليمية والدولية.
د.رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات علق على الثورة بأنها "حدث مهم، ونقطة تحول فى تاريخ المنطقة بكل سلبياتها وإيجابيتها، خاصة وأنها أنهت عهد شاه إيران الذى كانت فيه طهران بؤرة للمخابرات الأمريكية فى المنطقة، ورغم تورطها فى حرب مع نظام صدام حسين فى العراق لمدة ثمانى سنوات، لكنها لم تتأثر بذلك، وعادت قوية فى اقتصادها وبنيتها الاجتماعية المتماسكة، رغم كل التناقضات.
وأضاف د.سيد "المؤكد بعد ثلاثة عقود على اندلاع الثورة الإسلامية، أن إيران حققت صيغة ديمقراطية داخلية تسمى بالديمقراطية التوافقية، ومر عليها 6 رؤساء للجمهورية، وهى فترة قد يقضيها زعيم عربى واحد رئيساً لبلاده، ولكن إيران خسرت على مستوى الشارع السنى عندما أعلت مد الفكرة المذهبية، وساندت الشيعة فى العراق وفى البحرين، لكنها استفادت من التورط الأمريكى فى العراق لصالحها.
لمعلوماتك:
1979 اندلعت الثورة الإسلامية فى طهران ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوى.
بعد 30 عاماً على ثورة الخومينى ..
المشروع الإمبراطورى الإيرانى مستمر
الأحد، 01 فبراير 2009 07:46 م