الخطة الكاملة للتوسع الاستيطانى فى القدس.. وإبعاد الفلسطينيين عن المدينة القديمة

كشفت تقارير صحفية إسرائيلية اليوم الأحد، عن تواصل عمليات بناء البنى التحتية وشق شبكة شوارع واسعة، بهدف فرض وقائع على الأرض، وفصل القدس كلياً عن باقى أجزاء الضفة الغربية.

وذكرت صحيفة "هاآرتس" أن إسرائيل استثمرت فى أعمال البنى التحتية فى السنوات الأخيرة حوالى 200 مليون شيكل، تمهيداً لبناء أحياء استيطانية تضمن تواصلاً جغرافياً بين التكتل الاستيطانى "معاليه أدوميم" والقدس، لتقطع أوصال الضفة الغربية، وتفصل القدس عنها كلياً.

وأشارت الصحيفة إلى أن بلدية تجمع "معاليه أدوميم"، تخطط لبناء 3500 وحدة سكنية والتى، حسب بيان رسمى، ستكون بمثابة الرد الإسرائيلى الذى يحول دون تقسيم القدس، ويمنع فصل معاليه أدوميم عن القدس، التى يسميها البيان "العاصمة"، وهو ما شأنه قطع التواصل الجغرافى بين القدس الشرقية ورام الله بشكل تام.

وقالت الصحيفة، إن مستوطنة ميفاسيريت أدوميم، التى من المقرر إقامتها فى المنطقة (إيه 1)، لم يتم بناؤها بعد بسبب المعارضة الأمريكية القوية، إلا أن بناء مركز للشرطة فى مايو 2008 أتاح مجالاً للبناء الشامل فى هذه المنطقة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه من المشكوك فيه أن يكون كل هذا البناء بهدف خدمة بضع مئات من رجال الشرطة والمدنيين الذين يسافرون إلى مركز الشرطة بشكل يومى، مشيرة إلى أن بناء مركز للشرطة، الذى تم بكل التصاريح المطلوبة، يبدو أنه مرحلة ضرورية فى "الادعاء" بملكية منطقة (إيه 1) قبيل بناء ضواحٍ سكنية هناك.

وأفاد بيان لمكتب وزير الدفاع إيهود باراك، أن "معاليه أدوميم هى جزء غير قابل للتحويل من دولة إسرائيل فى أى تسوية دائمة"، مضيفاً أن (إيه 1) هى ممر يصل معاليه أدوميم بجبل المشارف، ولذا فمن الأهمية أن تبقى جزءاً من إسرائيل.

وتقع كتلة أدوميم الاستيطانية على بعد نحو 14كم إلى الشرق من حدود ما قبل احتلال عام 1967، ويسكن فيها أكثر من 30000 مستوطن.

وتشمل خطة (إيه 1) بناء مستوطنة جديدة على مساحة 12442 دونما من الأراضى الفلسطينية فى العيزرية والزعيم والطور والعيساوية، ومن المقرر أن تضم هذه المستوطنة 3500 وحدة سكنية (نحو 14500 مستوطن)، وبدأ فعلاً بناؤها فى نوف أدوميم، ولكن معظم الأراضى يتم استخدامها بتطوير بنى تحتية إسرائيلية بهدف بناء منطقة صناعية، وعشرة فنادق ومرافق ترفيهية وأحياء استيطانية.

كما تضمن خطة (إيه 1) وكتلة أدوميم، سيطرة إسرائيل على المفصل الرئيسى لكل الطرق التى تربط شمال الضفة الغربية بجنوبها، وستقوم عملياً بقطع الضفة الغربية إلى نصفين، كما ستمنع الخطة التطوير الفلسطينى للمناطق الفلسطينية التى تملك أكبر الإمكانيات الاقتصادية، وبعد تنفيذ هذه الخطة سيتم فصل المناطق الفلسطينية فى القدس عن بعضها البعض، وستضيع الإمكانات الكبرى للتطوير فى هذه المنطقة، مما سيهدد قابلية الحياة للدولة الفلسطينية وعاصمتها.