ماجد الجلاد يكتب.. شقة فول محوج

الأربعاء، 09 ديسمبر 2009 01:58 م
ماجد الجلاد يكتب.. شقة فول محوج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استيقظ من نومه فى الخامسة والنصف صباحا.. جلس على طرف الفراش وحك ذقنه.. شبك يديه خلف رأسه وأرخى ظهره على الفراش مرة أخرى.. قدميه حافية على البلاط يلسعها البرد.. رائحة أقراص <الأيزالو> المحترق مازلت تسيطر على جو الغرفة.. تعطى دافعاً آخر للنهوض وتنشق بعض الهواء.. نهض متثاقلاً فتح باب غرفته ودخل الباب المجاور <الحمام> تحسس الماء بحذر.. الماء البارد فى جو الشتاء ينساب على رأسه ووجهة.. رفع رأسه ينظر للمرآة الصغيرة المعلقة.. قطرات من الماء تنساب من شعره تصيب ظهره بقشعريرة.. دلف إلى المطبخ أمسك الكبريت وأشعل سيجارة.. سحب نفساً عميقا وظهره يستند إلى الحائط فى المساحة الضيقة بين غرفته والمطبخ والحمام.. فرك رأسه فى منشفة معلقة فى مسمار على الحائط المقابل.. دخل غرفته وضع يده فى جيب قميص معلق خلف الباب وأخرج بعض العملات المعدنية.. خرج من شقته فى الدور الخامس فى عمارة من تسع طوابق بدون أسانسير وبدون تصريح بعد الطابق السادس.. تفاصيل لا تهم فى المناطق الشعبية العشوائية.. انتهت درجات السلم بانتهاء السيجارة فى يده.. سحب نفسا أخيرا قبل أن يلقيها فى بركة ماء تكونت من أمطار الليل.. تحسس طريقه فى ظلمة الفجر المحتضر قبل موعد الشروق.. ينتقى خطواته فى أرض رطبة غير ممهدة.. قليل من الضباب ينتشر فى الجو على استحياء رغم أمطار الليل.. دعوه بالرزق الوفير تأتى من سيدة مسنة متدثرة بشال ممزق ومنكمشة أسفل إحدى العمارات.. رائحة الفول المحوج تفوح من عربة فى آخر الشارع.. رجل يتثاءب خلف باترينة يناوله ست سجاير فرط بالجنيه.. يفتح الورقة ويناول السيدة شقة فول وقرن فلفل مخلل.. دعوات من القلب تتناهى إلى مسامعه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة