وسط غياب حزبى تام وخلاف فكرى حاد بين الحضور، عقد مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية مساء أمس، الثلاثاء، مؤتمره الختامى لمناقشة وتقييم الدعوة التى تبناها حول توحيد صفوف النخبة السياسية ودعاة التغيير فى المرحلة الحرجة المقبلة قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى 2010 -2011.
واختلف الحضور حول الفكرة التى طرحها المركز عن إمكانية توحد القوى الراغبة فى الإصلاح تحت مظلة واحدة تحولها إلى حركة شعبية موحدة، وهو ما رأى فيه جمال صلاح الناشط الحقوقى، فكرة صعبة قائلاً "مين يقدر يوحد التجمع مع الإخوان؟"، رافضاً مصطلح كتلة موحدة، مفضلاً عنه كتلة متعاونة تلتف حول المصلحة الوطنية التى تعلو على خلافات التيارات السياسية.
واقترح الدكتور صلاح الزين مؤسس ورئيس الحزب المصرى الليبرالى، أن تتوافق الأحزاب القائمة على مرشح من خارج الأحزاب فى الانتخابات الرئاسية على ألا يكون له برنامج اقتصادى محدد ويحكم من خلال وزارة تتشكل من الأحزاب صاحبة التمثيل الأعلى فى البرلمان.
ورغم أن المركز دعا كل أعضاء الأحزاب، سواء القائمة أو تلك التى تحت التأسيس، إلا أن المؤتمر شهد حضوراً ضعيفاً جداً وغياب تام للتمثيل الحزبى، مما أعاق خطة المؤتمر، ورغم ذلك شهد المؤتمر خلافاً وجدلاً قويين بشكل قد ينبئ باستحالة نجاح فكرة توحد القوى السياسية، وكانت جماعة الإخوان المسلمين هى محور الجدل والخلاف إذ كانت محور الورقة الرئيسية المقدمة فى المؤتمر من محب زكى كبير المستشاريين بمركز ابن خلدون، واتفق كثير من الحضور مع الورقة المقدمة منه والتى تعتبر تنظيم الإخوان المسلمين هو الأقوى فى الشارع المصرى.
ورأى سامى دياب رئيس مركز عرب بلا حدود، أن الإخوان هى التجربة الأكثر نجاحاً، لأنهم تمكنوا من الوصول إلى الشارع وجمعوا لهم أنصاراً ومؤيدين، وصنعوا حولهم جدلاً شعبياً وليس جدلاً قانونياً أو نخبوياً فى ساحات القضاء من أجل تأسيس حزب لا يحظى بقاعدة جماهيرية يستند إليها.
وعن جدوى الأحزاب فى المرحلة القادمة رأى خالد محيى الدين، ناشط حقوقى، أن الأحزاب لم تعد قادرة على دخول المعركة، مشيراً إلى أن الحزب الوطنى نجح فى تسييس شعب بأكمله، لدرجة أنه بخطابه السياسى نجح فى تحويل معركة كروية إلى معركة قومية، مستنداً إلى شعب لم يعد من المنطقى أن نعول عليه لأنه صار مسيساً وفاقد للإرادة.
هذا التشاؤم دفع سامى دياب إلى القول بأن النخبة هم آفة المجتمع وسبب تأخر هذا الشعب وتحطم آماله وليس الحزب الوطنى، مشيراً إلى أن المتشائمين لا يستطيعون التغيير، فى حين رفض عبد الناصر عبد الرحمن، حزب التجمع، أى نقد يوجه إلى الأحزاب، قائلاً "ليس من حق أحد أن ينتقد الأحزاب طالما هو خارجها واللى مش عاجبوا سياسية الأحزاب يورينا شطارته ويعمل حزب".
وسط غياب الأحزاب..
خلاف بـ "ابن خلدون" حول توحد حركات "الإصلاح السياسى"
الأربعاء، 09 ديسمبر 2009 07:06 م
هل تتوحد الأحزاب وتتحول إلى حركة شعبية؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة