
استقبلت مدينة كوبنهاجن قمة الأرض، ثانى أكبر تجمع عالمى تشهده العاصمة الدانماركية، وسط ظلام دامس وأمطار غزيرة، وهو ما اعتبره نشطاء رافضون للقمة رسالة غاضبة من الطبيعة إلى زعماء الدول مفادها أن تقدمهم خلَّف اضطرابات مناخية أضرت سكان الأرض وحرمتهم من ضوء الشمس.
وشهدت جلسات القمة والمنتدى الموازى لها حضورا مكثفا من وفود حكومية ومنظمات غير حكومية، وركزت غالبية الجلسات على ضرورة الوقوف فى وجه ظاهرة "الاحتباس الحرارى" التى تؤدى لتناقص الماء والهواء فى العالم.
من جانبها دعت حركات سلام أوروبية، على هامش القمة، لرفض ما وصفوه بالسياسات الاقتصادية القائمة على الإمبراطوريات الصناعية الضخمة المملوكة للدول الغنية، وقرر نشطاء بيئيون تنظيم مظاهرة حاشدة فى الواحدة من ظهر السبت المقبل فى قلب كوبنهاجن، اعتراضاً على قمة "الأرض"، وقال الناشط البيئى الدنمركى كيس فلاور "لليوم السابع" نرفض استضافة المؤتمر فى بلادنا فمكانه ليس هنا، بل فى دول العالم الأول التى تسببت فى إفقار شعوبها بترساناتهم الصناعية" واصفا القمة بـ "مؤتمر زعماء الحرب"، فيما أوضح ناشط آخر أن الدنمركيين يرفضون القمة، لأنهم يعيشون وفق نظام بيئى صارم يتنافى مع السياسات التى تعمل بها الدول المشاركة بالقمة.
هذا وبدت كوبنهاجن مستعدة للحدث جيداً، حيث شهدت الشوارع ومحطات القطار ومترو الأنفاق انتشارا كثيفا لرجال الأمن الذين قاموا بتأمين الرافضين للقمة والمنتشرين فى شوارع العاصمة، فيما شهدت مطارات الدنمارك حالة من التخبط دفعت بعض القادمين من دول أخرى لحضور القمة إلى المبيت داخل المطارات، أما فنادق العاصمة فقد رفعت لافتات "عفوا لا توجد أماكن خالية" مما تسبب فى أزمة "سكن" لوفود عدد من دول العالم الثالث المشاركة فى القمة.
لكن الأمطار الغزيرة لم تمنع الدنمركيين من "الرقص من أجل الحفاظ على المناخ" وهى احتفالية فنية شهدها إستاد "باركنج"، الذى يسع 40 ألف متفرج، مساء أمس، الاثنين، وأحياها عدد من المغنيين العالميين منهم الجزائرى الشاب خالد، ووجَّه كل مطرب حسب برتوكول جرى تصميمه بعناية من قبل منظمى الحفل التابعين لـ "undb" البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، رسالة إلى العالم دعوا فيها إلى الحفاظ على شريان حياة مليارات المواطنين فى إشارة إلى الماء والهواء اللذين أصبحا يتناقصان بشدة بسبب ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحرارى، من جانبهم اعترض الآلاف من الدانماركيين على ارتفاع سعر تذكرة الحفل إلى 40 دولار ليقرر منظمو الحفل إتاحتها بالمجان.