مينا مجدى القس يعقوب يكتب: البرادعى ورئاسة الجمهورية

الثلاثاء، 08 ديسمبر 2009 08:12 م
مينا مجدى القس يعقوب يكتب: البرادعى ورئاسة الجمهورية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تردد فى الآونة الأخيرة أقوال عن اعتزام محمد البرادعى الترشح لرئاسة الجمهورية، وبالطبع البرادعى يمثل خيارا قويا ومنافسا لا يستهان به فى الانتخابات المقبلة، فالبرادعى له العديد من المميزات وتتمثل فى الآتى
أولا: البرادعى عالم، وبالتالى لا أشك لحظة فى أنه سيدفع بعجلة العلم فى مصر للأمام وبالأخص أن التعليم فى مصر حاليا يمثل انتكاسة حقيقية للشعب المصرى، فهو مشكلة مزمنة لا يكف المصريون عن الشكوى منها ليل نهار ويكتوى بنارها الجميع، ولا شك أن حل مشكلة التعليم سيمثل المنفذ الحقيقى لمصر نحو المستقبل.
ثانيا: البرادعى عاش فى البلاد التى تعرف الحرية وبالتالى سيكون من مؤيدى الحرية، قد لا يكون البرادعى ليبراليا كاملا أى قد لا يسمح بالحرية التى ينشدها الليبراليون ولكن لا شك أن سقف الحرية سيرتفع فى عهده أو على الأقل سيظل كما هو.

ثالثا: البرادعى وجه مقبول دوليا، وبالتالى سوف يكون هناك قبول خارجى لدعمه كمرشح جيد للرئاسة.
رابعا :البرادعى وجه مقبول من الشعب المصرى بصفة عامة ومن مختلف القوى السياسية بصفة خاصة، وبالتالى فهو إن ترشح سيرضى بذلك كل قوى المعارضة السياسية.

خامسا: وهذه النقطة يشترك فيها البرادعى مع كافة المرشحين الآخرين، إنه من خارج المؤسسة العسكرية ومصر فى حاجة الآن لرئيس مدنى .

إذا حتى الآن السيناريو معقول ولكن هناك سيناريوهات أخرى خطيرة وعقبات :

العقبة الأولى وهذه لابد أن نعترف بها: أن البرادعى ليس قوى الشخصية بما يكفى وقد سمعت أن بعض القوى السياسية وبالأخص الناصريين والإسلاميين ينوون دعم البرادعى كمرشح لفترة انتقالية قد تكون سنتين ثم بعد ذلك مع السلامة يا برادعى، وهذا السيناريو خطير جدا فالناصريون يتمنون تكرار ما حدث لمحمد نجيب، بإتيان رئيس مدنى مقبول لمدة سنة أو سنتين ثم يقفزون على السلطة، وطبعا يأتى هذا السيناريو على هوى الإسلاميين الذين يرون أنهم الأقوى وبالتالى سيتمكنون من انتزاع السلطة من وجهة نظرهم، والعجيب كل العجب أن بعض القوى الليبرالية توافق على سيناريو الفترة الانتقالية مثل أطراف من الوفد وجبهة أيمن نور ظانين أن الفترة الانتقالية ستمثل الفصل بين الحكم العسكرى والحكم المدنى وأن الشعب سيأتى بهم على ظهور الفرسان البيضاء ناسين أو متناسيين أن قوة التيار الليبرالى فى الشارع ضعيف جدا فى مقابل التيار العروبى الإسلامى .

إذن خلاصة القول: إن البرادعى كمرشح للرئاسة مرشح جيد جدا ولكن عليه ألا يقبل بأى صفقات وأن يرفض الترشيح لفترة رئاسية انتقالية فإذا ترشح عليه أن يترشح كرئيس لفترة رئاسية كاملة
ثانيا: لا أظن أن سيناريو الفترة الانتقالية سيتم، فدولة عملاقة بحجم مصر قد تجاوزت تلك المرحلة، وحتى إن كان بعض قوى المعارضة ترى أنه ضعيف، إلى أنه ليس ضعيفا للدرجة التى تسمح لهم بالقيام بانقلاب، كما أن الناصريين يتوهمون أنهم أقوياء ولكن الحقيقة أن كل الوجوه الناصرية غير مقبولة من الشارع المصرى، قد يكون الفكر العروبى منتشرا ولكن هم كأشخاص مرفوضين .
ثالثا:على كل القوى الليبرالية أو التى تدعى الليبرالية الكف عن هذا الهراء، فلا أعرف إيه اللى يلم الشامى على المغربى، ما الصلة بين أيمن نور والوفد من جهة والناصريين والإسلاميين من جهة أخرى، وعلى الليبراليين رفض حتى الحديث عما يسمى فترة انتقالية، وعليهم أن يدركوا قوتهم الحقيقية.

رابعا: أعتقد ان الجيش سيكون محايدا فى الفترة الرئاسية المقبلة.
أنا شخصيا سأدعم البرادعى إذا كان الحديث عن فترة رئاسية كاملة قادمة، ولكن سأنقلب تماما وأدعم جمال مبارك فى حالة الإشارة أو الحديث عن فترة انتقالية، أو فى حالة إذا ما سار الطريق نحو فترة انتقالية، فالفترة الانتقالية تساوى انهيارا حقيقيا لمصر .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة