رامى عطا صديق

مصر فى زمن الحب

الإثنين، 07 ديسمبر 2009 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يكتشف المتابع المدقق لحالة العنف فى المجتمع المصرى، ربما ودون جهد أو عناء كيف أن مصر قد شهدت خلال الفترة الأخيرة عدداً من حوادث العنف الطائفى، التى وقعت بين مواطنين مسيحيين ومواطنين مسلمين، لأسباب تعود فى الأغلب الأعم لممارسات الحياة اليومية من عمليات بيع وشراء.. إلخ، ومن ذلك بعض الحوادث التى وقعت مؤخراً فى مدينة المنيا بصعيد مصر، وهو الأمر الغريب على تلك المدينة الهادئة، ولكن ما يثير الحزن والأسى أنه ذات الأمر الذى تكرر فى أكثر من موقع من بلاد مصر المحروسة.. فى شمالها وجنوبها.. بشكل يدعو إلى الاضطراب والقلق على حاضر هذا الوطن ومستقبله أيضاً، لاسيما وأن اتحاد ووحدة أهل مصر إنما تمثل واحدة من أهم عوامل ومصادر قوة هذا الوطن وتماسكه، إنها حقاً وحدة مقدسة من الواجب علينا الحفاظ عليها وتدعيمها ورعايتها بكل السبل ومن خلال كافة المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والثقافية.. الخ.

أذكر أنه فى لفتة متميزة تعبر عن وحدة المصريين، نشرتها جريدة (الأقاليم) لصاحبها إبراهيم فؤاد المنياوى فى عددها الأول الصادر بتاريخ 12 يوليو سنة 1928م، وتحت عنوان "رثاء مطران المنيا" كتب أحد المواطنين ويُدعى أحمد أبو الفرج بتفتيش الزراعة بالمنيا، يقول:
فجعت بموتك فجأة
يا أيها الحبر الجليل
بلد تقاسى لوعة
وتئن من ألم الرحيل
تبكى وتندب حسرة
فعيونها بدم تسيل
فلكم غرست فضائلا
شهدت لفضلك بالجميل
ولكم فتحت كنائسا
ومعاهد النشء النبيل
فى رجاء ربك رحمة
قدسية فيها الجزيل
فاذكر بنيك بسلوة
نحو البعاد المستطيل

إننا نحتاج إلى وقفة مجتمعية جادة من أجل وقف حوادث العنف الطائفى بتداعياتها المختلفة، وفى المقابل العمل على نشر معانى وقيم السلام والحب وقبول الآخر والتعاون والعيش المشترك، وغيرها من القيم الإنسانية الراقية التى من شأنها النهوض بالمجتمع، فضلاً عن تذكير المصريين وتوعيتهم بقيمة الوحدة الوطنية المقدسة.

ليتنا نصلى بجدية ونعمل بإخلاص حقيقى وعزم أكيد من أجل سلامة وصالح هذا الوطن الذى ننتمى إليه جميعاً ونعيش على أرضه من مسلمين ومسيحيين من أهل مصر الطيبة أصحاب المصير الواحد والتاريخ المشترك، دعونا ننبذ الشقاق لتعود الوحدة الوطنية المصرية فى أقوى صورة لها، نصلى ونعمل حتى يكون الدين لله والوطن لجميع المصريين، نصلى ونعمل لصالح هذا الوطن حتى يكون فيه المصرى مواطناً صالحاً وفاعلاً من أجل الخير العام.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة