أجمع عدد من الكتاب والمثقفين المصريين على عدم أحقية "العالم الإسلامى" فى الاعتراض أو حتى الحديث عن الاستفتاء السويسرى بمنع المآذن.
الروائية الدكتورة "سحر الموجى" قالت إن الدول الإسلامية لم تقدم شيئًا لتغيير صورة الإسلام النمطية فى الغرب منذ أحداث سبتمبر 2001 ، وحتى قبل ذلك، بالإضافة إلى أن "مصر" قد أوقفت بناء الكنائس وتساءلت "كيف نتحدث عن بناء المساجد؟" وأشارت إلى أن القرار لا يمس حرية العقيدة فهو لم يمنع بناء المساجد نهائيا إنما اقتصر الأمر على المآذن، وضربت مثلا بالمسلمين فى الدانمارك الذين يخططون منذ سنوات لبناء مسجد كبير فى كوبنهاجن ولكنهم عاجزون حتى الآن عن الوصول إلى تصميم معمارى يتماشى مع النسق المعمارى للمدينة.
وأوضحت أن سبب قلق الأوروبيين من الإسلام هو تلك الزيادة الكبيرة فى أعداد من يدخلون فيه بعد أحداث سبتمبر، بالإضافة إلى الهجرة التى قد تحول أوروبا إلى مستعمرة إسلامية - مثلما يعتقدون - مما يهدد الليبرالية التى حاربوا من أجلها سنوات طويلة.
وأشارت أيضا إلى أن الفرق بين الرافضين والمؤيدين للقرار هو7% فقط، وعلينا أن نستغل تلك النسبة لصالحنا فنحولهم من صفوف المعارضة إلى القبول بعد أن نقدم صورة حقيقية للإسلام.
اتفق معها أيضا الكاتب "حاتم حافظ" الذى أكد أن 57% من الشعب السويسرى يرفضون بناء المآذن وهم أحرار، وأشار إلى أن "مصر" تحظر بناء الكنائس إلا بقرار من رئيس الجمهورية لذلك "إللى بيته من زجاج ميحدفش الناس بالطوب"، وأوضح "حافظ" أن الشعب السويسرى لديه ما يسمى "بفوبيا الإسلام" فهم يخشون من انتشار الإسلام فى أوروبا، مما يغير من التركيبة السكانية للمجتمع الأوروبى وكذلك يخشون من دخول "تركيا" الاتحاد الأوروبى لأنها دولة إسلامية.
وأشار "حافظ" إلى أن المسلمين فى أوروبا يمارسون الإسلام بحرية أكبر من غيرهم فى الدول الإسلامية التى تخضع فيها خطب الجمعة لإشراف الأمن وموافقته.
"سويسرا دولة ليبرالية من حقها أن تتخذ ما تراه مناسبا" هو ما قاله الروائى "طارق إمام" مشيرا إلى أن ما يحدث يؤكد على قيم الليبرالية التى يتمتع بها المجتمع السويسرى الذى أدلى برأيه فى استفتاء شعبى، خاصة أننا لا نطبق الليبرالية التى نطالب الغرب بها، وضرب "إمام" مثلا بالشعب المصرى وتساءل إذا أجرينا استفتاء على إقامة دور عبادة للبهائيين فكم ستكون النتيجة؟ وأجاب 99.9% سيعارض بناءها، وأضاف: للأسف المسلمون فى الغرب يفرضون قيما شكلية ويطالبون الجميع باحترامها، فليس من حقى كمسلم أن أفرض ثقافتى على أحد لأننى ببساطة أعيش فى أوروبا خاضعا لشروطها، أما إذا حدث العكس فمن حقى أن أفرض شروطى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة