رمضان محمود عبد الوهاب يكتب:المسلمون ومواجهة المواقف والتحديات فى أوروبا

الإثنين، 07 ديسمبر 2009 03:44 م
 رمضان محمود عبد الوهاب يكتب:المسلمون ومواجهة المواقف والتحديات فى أوروبا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس من شك فى أن التحديات التى يواجهها المسلمون فى دول أوربا.. وآخرها الموقف المجحف الذى تبناه حزب الشعب ذو الأغلبية البرلمانية بقيادة زعيمه طونى برونر ضد المسلمين لم يكن هذا وليد الصدفة، وإنما هو موقف من عدة مواقف كان قد تم التنسيق لها فى السابق بين أكثر من حزب متشدد فى العواصم الأوروبية والتى رأت أن تحذو الحذو نفسه فى بلادها، وهذا ما يعكسه قرار التصويت على حظر بناء المآذن فى سويسرا بزعم الحد من سرعة انتشار الإسلام والمحافظة على هوية شعبها بالإضافة إلى توعد المسلمين بحظر ارتداء الحجاب قى الأماكن العامة وحظر بناء مقابر خاصة بهم بدعوى عدم منح حقوق خصوصية لمجتمعات موازية وهذه المواقف فى مجملها تعبر عن هواجس المسلمين وعن حالهم المضطربة والتى لم تعد تعرف الاستقرار لغياب الحلول العادلة والمنصفة فى ظل هذه التداعيات وهذا ما يفرض على كل من علماء المسلمين والقيادة السياسية فى العالمين العربى والإسلامى للعمل على نسق واحد لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام لدى الغرب وباتخاذهما جميعا مواقف مؤثرة تحد من هذه المخاوف المتراكمة التى تكمن فى ثنايا المجتمع الأوربى منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر2001 والتى غيرت جوهر الصورة الحقيقية للإسلام فى نظر هذا المجتمع وعدد من المجتمعات غير المسلمة، فبررت بذلك انتهاكها لحقوق الأقلية المسلمة بما سموه إرهابا وقد يحدث ذلك إزاء خطاب ضعيف لكل من المؤسسات الدينية والقيادة السياسية لم يصل الأسماع وهذا ما جعلهما عاجزتين لبضع سنين عن تصحيح هذه التصرفات الحمقاء والطارئة على مجتمعنا أمام العالم كونها صدرت عن قلة قليلة غير مسئولة تنتمى للإسلام ولكنها لا تعبر فى كل الأحوال عن روح المحبة والتسامى والتسامح والسلام الذى يدعو إليه الدين الإسلامى كونه المتمم للأديان السماوية الثلاثة وما كان يجب أن تثير هذه التصرفات الهوجاء حفيظة كل من الشعبين الأوروبى والأمريكى على المسلمين فى أصقاع الأرض وتحجب عنهم الصورة المشرقة التى ظهروا بها فى أرجاء العالم لأفعال ارتكبها نفر من المسلمين فجسدتها إدارة بوش الرئيس الأمريكى الأسبق بما وصفته بالإرهاب لتكتمل صور العداء للمسلمين أمام العالم حتى يسهل لها تنفيذ أهدافها السياسية فى الشرق الأوسط وقد تحقق لها ذلك فى هذه الأثناء تحت ذريعة الإرهاب بمساندة دولية وعربية.
غير أن تحضر الشعوب الأوروبية وتمتعها بقسط وافر من الثقافة والعلوم الإنسانية ودعوتها الدائمة للتسامح وحرية الأديان والحرية الشخصية.. لم يمنع الأغلبية منها عن الإساءة للإسلام والمسلمين وربما لم تعط هذه الأغلبية لنفسها فرصة التحقق من شائعات مغرضة مفادها فقط الحد من تأثير الإسلام وسرعة انتشاره وذيوعه فى المجتمعين الأوربى والأمريكى وهذا يؤكد عدم مصداقية الغرب فى تطبيق تلك الحقوق المزعومة خارج محيطهم الأوروبى.
أما نحن فى منطقة الشرق الأوسط فموقفهم منا لا يزيد عن كونه موقفا عنصريا ومناقضا للمبادئ والقيم وحرية الأديان والحرية الشخصية التى يدعون إلى تحقيقها عبر مؤسسات حقوق الإنسان وهذا ما لم يتم تحقيقه حتى الآن.

وجملة القول إن حريات الداخل تعادلها حريات الخارج والظاهرة واحدة لدى الشعوب والمبرر ذاته واحد لدى الحكومات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة