علقت صحيفة الجارديان البريطانية على هجوم المفتى د. على جمعة على تصويت السويسريين بمنع بناء المآذن فى بلادهم، وقالت إن هذا الهجوم يأتى على الرغم من أن المسيحيين غير مسموح لهم ببناء كنائسهم فى مصر.
وفى مقاله بصفحة الرأى بالجريدة، وصف جوزيف مايتون هذا التصويت بأنه دعوة سيئة من قبل السويسريين، مضيفاً أنها خطوة عنصرية غير ضرورية تنم عن كراهية الأجانب، وأثارت ردود فعل غاضبة من القادة المسلمين فى جميع أنحاء العالم الذين اعتبروا ذلك إهانة للإسلام.
غير أن هؤلاء القادة وخاصة د. جمعة يجب أن يعلموا جيداً، كما يقول الكاتب، قبل أن يهاجم نتائج التصويت أن بناء الكنائس فى بلده تم تقليصه من قبل الحكومة منذ سنوات كثيرة.
وكما يقول المثل الشعبى " اللى بيته من زجاج........".
ويمضى مايتون قائلاً: بينما تعد نتائج التصويت السويسرى علامة على تنامى المشاعر المعادية للإسلام فى أوروبا، فإن النشطاء والزعماء فى القاهرة فاتتهم المفارقة التى صنعوها بإداناتهم لهذه النتائج.
ويتفق الكاتب مع المفتى فى اعتباره هذه الخطوة بأنها إهانة للإسلام، إلا أنه وفى الوقت نفسه يقول إن زعماء المسلمين نسوا الظلم الذى وقع على المسيحيين حيث يشكون منذ سنوات من عدم قدرتهم على بناء دور العبادة الخاصة بهم.
ويوجه الكاتب انتقاده للعالم العربى الذى يقول عنه إنه طالما تجنب النظر إلى مشكلاته الخاصة ويقوم بإلقاء اللوم بدلاً من ذلك على أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل، فالحكومات العربية وخاصة المصرية تفضل ذلك، ولا يرى الناس الحقائق على أرض الواقع لأنها مشغولة جداً بالأخطاء والمظالم التى تعالج فى الخارج، وهذه المرة، الأمر لا يختلف تماماً.
فبينما هاجم المسلمون سويسرا بسبب حظر بناء المآذن، فإنهم لم يزعجوا أنفسهم بالنظر إلى أوضاع الأقليات فى بلادهم الذين يتعرضون يومياً لنفس ما يتعرض له المسلمون فى سويسرا وجميع أنحاء أوروبا.
وبالنظر إلى مصر عن قرب، فيمكننا القول إنه إذا أجرت الحكومة استفتاءً على بناء الكنائس فى البلاد، فإن الأغلبية الشاسعة سيوافقون على حظر الأمر.
ويرى الكاتب أنه كان الأولى بالمفتى أن يدعو الدول إلى دعم الأقليات الدينية فيها بمنحهم القدرة على البناء والعبادة، بالشكل الذى يرونه مناسباً.
كان يجب أن يتحدث عن الحظر كإهانة، لكن لكل الأقليات بمن فيهم المسيحيون فى مصر، إلا أنه اختار الطريق السهل، فقد فشل جمعة وغيره من المسلمين البارزين فى إخفاء النفاق بهجومهم على التصويت السويسرى فى الوقت الذى تجاهلوا فيه مشكلة بناء الكنائس.
وقال مايتون إن مصر فى خضم صراع طائفى، الجزء الكبير منه مرتبط بالقدرة على بناء الكنائس الذى يعد أمرًا مثيراً للجدل ينتظر قرارا جمهوريا.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
الجارديان تنتقد المفتى على موقفه من حظر المآذن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة