تذكرت كتاب الدراسات الاجتماعية الذى كنا ندرسه بالمرحلة الابتدائية والإعدادية بعدما قرأت تصريحات البرادعى بشأن ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية حيث طالب بمجموعة من الاقتراحات تذكرك بالفصل الخاص بثورة يوليو 1952 فى كتاب المدرسة الذى تحدث عن القضاء على الإقطاع والقضاء على الاستعمار وغيرها من مزايا الثورة التى نحفظها عن ظهر قلب.
وقد قام الدكتور البرادعى برص مطالبه هكذا:
• إنشاء لجنة قومية مستقلة ومحايدة تنظم العملية الانتخابية.
• الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات.
• وجود مراقبين دوليين من الأمم المتحدة.
• تنقية الجداول الانتخابية.
• فتح باب الترشيح أمام جميع المصريين.
وبمجرد أن الرجل عرض مطالبه حتى تعرض للهجوم سواء من صحيفة الأهرام أو الجمهورية والناطقتين بلسان حال حكومتنا لدرجة أن الأمر وصل إلى سرد حقائق هذا الرجل كترتيبه فى دفعته الذى كان فيه الأخير أو قبل الأخير عندما انضم للعمل بوزارة الخارجية، والهجوم عليه بتغيبه عن البلاد لفترة طويلة منذ عمله بالسلك الدبلوماسى وحتى وصوله لرئاسة وكالة الهيئة الدولية للطاقة الذرية، على الرغم من أنها نفس الصحف التى احتفت به عند حصوله على جائزة نوبل!!
وإذا كان الدكتور البرادعى يرغب فى تنفيذ مطالبه فقد تناسى أمرا مهما حيث يجب على المرشحين للمنصب الرئاسى أن يكونوا غير مزدوجى الجنسية مثله، فكيف سيرشح نفسه وهو يحمل الجنسية السويدية؟
ربما لأنه رجل قانون لديه القدرة على الخروج من هذا المأزق ومن يدرى؟!
فالدكتور البرادعى خرج من مصر أيام الستينيات لم يعرف أحوال البلاد منذ ذلك الحين إلا بالسمع فلم ير أحوال الناس ولا يعرف معاناتهم وآلامهم وهمومهم ومطالبهم فقد عاش فى دول أوربية بها مناخ هادىء للتفكير والتعبير ورفاهية لا ننكرها بعكس واقعنا المطحون أى نعم، لكننا عايشين والحمد لله.
ترى يا هل ترى يستطيع البرادعى أن يكون فى بلاد الغربة سنوات وصلت لأكثر من 20 عاما ويعرف كل ما يدور عندنا بقرب.
هل شرب من مياه النيل وشاهد فيها الكلور الذى ينزل أبيض من الحنفية ولا لون السوبيا؟ هل شاهد اختناقات المرور المستمرة حتى وأنت تقرأ هذا المقال الآن؟ هل اكتوى بنار ارتفاع الأسعار الذى يجعل المصريين خاويى الجيوب التى تصبح أنظف من الصينى بعد غسيله بمرور يوم 10 فى الشهر؟
ربما يعتقد البعض أن للرجل صولات وجولات فى المجتمع الدولى بفضل رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية فيكون من حقه الترشح للمنصب الرئاسى ولكن ماذا فعل لنا البرادعى حتى يكون رئيسا لنا؟
سيخرج الكثيرون الآن ليقولوا وماذا فعل الآخرون لنا؟
ولا أخفيك سرا أن البرادعى أصبح رئيسا للجمهورية، نعم لقد أصبح الزعيم، اطمئن اطمئن ولا تندهش فقد أصبح "رئيس جمهورية الفيس بوك".
فما أن لاح فى الأفق حتى أخذ كل مشترك على الموقع الإلكترونى يقيم مجموعات وصفحات تطالب برئاسة البرادعى للجمهورية وهاتك بقى يا دعاوى حتى تشترك فى هذه المجموعات والصفحات وكأن الموضوع اختزل فى فيس بوك ومجرد مطالب.
واللوم هنا ليس للبرادعى أو للناس بل اللوم على من جعل الناس يرغبون فى قشة يتعلقون بها رغبة فى سبيل أفضل وحياة أسعد، ولكن الخوف أن يقول الدكتور البرادعى كلاما ويضع شروطا تعجيزية من أجل خوض الانتخابات ثم تتضح بعد ذلك نوايا وأحلام أخرى غير التى أغرق بها الشعب على الرغم أنه لم يقدم أى برنامج أو أفكار خاصة به فى إدارة البلاد، وربما لو أراد أن يكون مناصرا للمصريين فليغامر من أجلهم إذا كان يضمن تأييدهم ولا "يتشرط" حتى يكون رئيسا.
* طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة