وسط مشاهد الترويج والاستقطاب لانتخابات نقيب الصحفيين اليوم، لم يخل المشهد من مشاهد طريفة وغريبة أولها الصخب المصاحب لدعاية المرشحين، الذين لم يجدوا وسيلة لنشر أخبارهم سوى كتابة يافطات ورفعها عالياً، ومن هذه اليافطات تلك الخاصة بجريدة الشعب التى تعلن فيها عن نقل الزميل حسين أحمد على أثر تدهور حالته الصحية إلى مستشفى قصر العينى فجر اليوم السادس من ديسمبر.
وفى قلب المشهد الانتخابى ولدى دخولك من باب السرادق المقام أمام النقابة، تقابلك ابتسامات يقينية مرسومة على وجوه أنصار المرشحين ضياء رشوان ومكرم محمد أحمد، إلا أنك وبمجرد دخولك النقابة تصيبك الصدمة على الفور فجأة وكأنك انتقلت فى أقل من ثانية من نقابة الصحفيين إلى مستشفى قصر العينى أو إلى أحد المنازل المصاب جميع أفرادها بالمرض، فهؤلاء هم صحفيو جريدة الشعب المعتصمون، والذين قاموا بتقسيم أنفسهم إلى قسمين واحد نسائى تحت اسم (مقر المضربات عن الطعام .. نموت أمام أبنائنا جوعا .. ولا يموت أبناؤنا جوعا) وآخر رجالى بعنوان (مقر الإضراب عن الطعام.. إضرابنا تصاعدى ومفتوح حتى نحصل على حقوقنا كاملة.. معاقبون بلا جريمة.. ومضربون عن الطعام حتى تتحقق جميع مطالبنا) وبين هذين القسمين تجد من يفترش مرتبة ينام عليها والأخرى التى تبحث فى شنطة ملابسها والآخر الذى يقوم بترتيب سريره وما عليه من بطاطين وألحفة وكأنه فى شقته.
سألنا الكاتب الصحفى مصطفى بكرى عضو مجلس الشعب ورئيس تحرير جريدة الأسبوع عن الطرائف التى صادفها فأجاب قائلا " من الطرائف التى وجدتها اليوم أن من يرانى من الصحفيين بجانب ضياء رشوان يقول لى أنا هانتخب ضياء عشان أنت هاتنتخبه، وهناك من سألنى أيضا سؤال متأخر عن وقته كثيرا وهو لماذا لم تترشح فى هذه الانتخابات؟! طب أرد أقول إيه؟!
الكاتب الصحفى عبدالحليم قنديل، وصف ضياء رشوان باعتباره أوباما نقابة الصحفيين، مضيفا،هو رمز للتغيير وضخ دماء جديدة كثيرا ما طالبنا بها، وسمعنا كالعادة أن الحكومة تتفاوض على البدل للصحفيين وهو الأمر الذى اعتبره رشوة حكومية بدائية تقليدية عفى عليها الزمن".
حسين عبدالغنى مراسل قناة الجزيرة قال لليوم السابع: "من ضمن الأسباب التى تدفعنى للمجئ فى يوم كهذا هى الفرصة التى ربما لن تتكرر كثيرا لمقابلة أصدقاء أعزاء لى لم أقابلهم منذ سنوات، وما أسعدنى كثيرا هذا العام هو ملاحظتى إقبال شباب الصحفيين الشديد على المشاركة فى الانتخابات، فهى فرصة أيضا للقاء بين الأجيال الضغيرة والمتوسطة والكبيرة، فضلا عن الصحفيين الذين يعانون ظروفا صحفية صعبة ولكنهم آثروا المجىء للتصويت".
ابتسم الكاتب الصحفى والشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى عندما سألناه عن أطرف ما صادفه فى هذا اليوم حيث قال: " انظرى خلفك عاليا"، وعندما نظرت وجدت لافتة مكتوب عليها الآتى "الشريف محمد المغربى نقيبا للصحفيين خطوة أولى نحو الترشح لرئاسة الجمهورية.. آن الأوان لوحدة مصر والسودان "، وهو نفس الأمر المتواجد على لافتة لمكرم محمد أحمد فى وسط النقابة تقول (مكرم محمد أحمد.. إلغاء عقوبة الحبس).
أما محمد الجزار الصحفى بجريدة روزاليوسف فقد تطرق إلى تجمع رؤساء مجالس وتحرير المؤسسات الحكومية حول النقيب السابق مكرم محمد أحمد أمام النقابة منذ الصباح قائلا: "عندما جئت ووجدت هذا المشهد أمامى شعرت بأننى أشاهد فيلما عربيا حيث يلتف الأبناء والإخوة حول أبيهم أو أخيهم الكبير وأضاف الجزار، من المفارقات أيضا الفلوس التى عثرت عليها على سلالم النقابة من الداخل الأمر الذى أثار اضطراب وجدل من بجانبى، وتساءل، هل هذه الأموال كانت جزءا من رشوة انتخابية ولكن الله حال دون حصول صاحبها عليها لأن الصوت أمانة وهو لا يستحق مثل هذه الأموال، أم أن أحد الأشخاص قد فقدها فى ظل التكدس الشديد الذى شهدته النقابة؟
من ناحية ثانية استعان بوفيه النقابة بطاقم بوفيه خاص من شركة المقاولين العرب، فضلا عن كناسى النقابة الذين جاءوا فى ظل الزحام الشديد التى تعانيه النقابة فى مثل هذا اليوم ليقوموا بالتنظيف فتجد من يقول لك: "لو سمحت وسع شوية عشان الورق اللى تحتك "، فى حين أنه لا يوجد أى مكان للتوسع فيه ولذا كان رد الكثير: "يعنى هى حبكت تنضفوا دلوقتى"، وفى ظل هذا الزحام الشديد وفى ظل أيضا تصاعد حدة مرض أنفلونزا الخنازير عالميا ارتدى البعض الكمامة خوفا من الإصابة بهذا المرض.
كما استغل البعض وجود عدد كبير من كبار الصحفيين فى مثل هذا اليوم للحصول على توقيعات منهم، وأبرزها جمع التوقيعات المطالبة للدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء بمعالجة الأديب محمد ناجى على نفقة الدولة.
ومن المضحك أيضا اللافتة الضخمة التى تم ضعها على السرادق المقيم أمام النقابة ومكتوب عليها (أحتكم إلى ضمائركم.. مكرم محمد أحمد ) ولكن يبدو أن نقطة صغيرة من البوية قد جاءت أعلى حرف الحاء ليتم قراءة اللافتة كالتالى (أختكم إلى ضمائركم.. مكرم محمد أحمد) وهو الأمر الذى أبكى البعض ضحكا عند قراءتها.
وفى انتخابات نقيب الصحفيين لهذا العام تنافست المؤسسات الصحفية القومية فى إطعام الصحفيين فجريدة الأهرام قد أمدت النقابة بأكثر من عربة محملة بساندوتشات مؤمن، أما الجمهورية فقد حملت عربة واحدة ببيتزا كينج، ومؤسسة أخبار اليوم من كوك دور، أما مؤسسة روزاليوسف فقد حملت وجبات من (الباشا) وهو الأمر الذى أدى إلى اصطفاف الصحفيين فى طوابير أمام المصاعد للحصول على الوجبات من الدور الثانى للنقابة، كما أدى إلى توافد بعض أطفال الشوارع إلى النقابة عندما علموا بأمر هذه الوجبات.
وفى هذا السياق يقول الصحفى سيد أبو اليزيد المشرف على الصفحة التعليمية بجريدة الجمهورية: "ما ألاحظه فى هذه الانتخابات هو إقبال الصحفيين وموظفى النقابة على الطعام بنهم شديد، ولأن المؤسسات الحكومية كانت تتوقع هذا الزحام الشديد فقد خصصت كل مؤسسة بون مكتوب عليه أسم المؤسسة واسم الوجبة أيضا ويأتى بها من الدور الثانى فى النقابة"، كما أضاف أبو اليزيد وهو يبتسم: "وقد لاحظت أن صحفيى الصحف الخاصة هم أول من يصطف فى طابور الحصول على هذه الوجبات".
أما سيد على الصحفى بالأهرام ومقدم برنامج 48 ساعة على قناة المحور فقد قال: " أطرف المواقف التى صادفتها فى هذا اليوم هو اكتشافى أن هناك من يساند الحكومة لكن يأتى عليه الوقت الذى يقبل فيه حتمية التغيير وهو نفس الشىء الذى حدث لليبراليين.. فجأة اكتشفت أنهم تحولوا إلى يساريين"!
إعادة انتخابات نقيب الصحفيين الأحد المقبل
بدء عملية التصويت فى انتخابات نقيب الصحفيين
بالصور.. ضياء رشوان: اجتماع مكرم برئيس الوزراء أضر بالصحفيين أكثر مما أفادهم... وهو ليس مدعوما من الدولة... والحكومة أفضل طرف للحوار النقابى... وقوة نقابتنا هى أساس التفاوض
نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد فى زيارته لليوم السابع : لا نأخذ حقنا من الحكومة .. قانون النقابة ممزق ..أطالب بحرية تداول المعلومات ..ولا أبيع الوهم فى حجز مدينة الصحفيين بـ6أكتوبر
البرنامج الانتخابى لمكرم محمد أحمد المرشح نقيباً للصحفيين
البرنامج الانتخابى لضياء رشوان المرشح نقيباً للصحفيين
مشاهد انتخابات النقيب..المرشحون نشروا أخبارهم على يافطات الدعاية..اعتصام صحفيى الشعب حول النقابة إلى مستشفى..أطفال الشوارع يبحثون عن الوجبات..وقنديل يصف رشوان بأوباما الصحفيين
الأحد، 06 ديسمبر 2009 09:22 م
عبد الحليم قنديل يصف رشوان بأوباما الصحفيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة