فى إطار الاحتفال بمرور خمسين عاما على وفاة كامل الكيلانى رائد أدب الطفل، استضافت ساقية عبد المنعم الصاوى مساء أمس الجمعة الأستاذ رشاد كامل الكيلانى نجل الكاتب الراحل وصاحب مكتبة ودار نشر "الكيلانى"، وأدار اللقاء الكاتب الإسلامى غريب جمعة.
كان الحضور قليلاً لا يتعدى 11 فرداً، وكان غالبية الرجال من الملتحين حتى أن بعضهم كان يرتدى ملابس إسلامية، وكذلك النساء أيضا اللاتى تنوعت ملابسهن ما بين الإسدال والخمار والنقاب.
وعلى الرغم من أن الندوة عقدت للاحتفاء بالكاتب الراحل كامل الكيلانى، إلا أن اللقاء ابتعد تماما عنه، فلم يرد ذكره إلا نادرا وبشكل عابر، بينما دار الحديث عن موضوعات متفرقة، وكان أقرب إلى "خطب الجمعة" والوعظ الدينى منها إلى لقاء ثقافى.
فتحدث رشاد الكيلانى عن الجزائر، وقال "الجزائر" لديها نكران جميل فبعد أن انتهى الاحتلال الفرنسى خاطبنى الرئيس "بومدين" وطلب منى "تعريب" الجزائر، فأرسلت كتبا مترجمة من الفرنسية إلى العربية.
وأضاف "كما ترجمت كتباً دينية عن اللغات "الإندونيسية والماليزية والصينية واليابانية" لكى نؤدى دورنا فى نشر سيرة الحبيب "محمد" صلى الله عليه وسلم".
ثم تطرق إلى موضوع آخر مختلف وقال "علمنى كامل الكيلانى أن الكتاب يهدى ولا يباع، وإن بيع فيقدم كخبز ثقافى، فطبعت لمدة 40 عاما كتبا كتبت على أغلفتها "طبع على نفقة الله هدية لحضرة المصطفى"، وأضاف "فطبعت العديد من الكتب لأوزعها على المساجد" لأن كامل الكيلانى كان يسألنى "ما سبب وجودك فى الحياة؟"، ويجيب "ما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون".
ثم تحدث عن "إساءة الغرب إلى الرسول" ص، وقال: الإساءة إلى الرسول معلقة فى رقابنا فلو قرأ الغرب سيرة الرسول "ص" ما صدر عنهم تلك الافتراءات.
واستكمل "الغرب يضحك على من يدعون أنهم "مسلمون" وهم "بلهاء"، فلدينا الملايين من الجنيهات ومع ذلك الفقر شديد، وصاح معقبا "أين التكافل الاجتماعى؟"، واستكمل "أنا أنتقد الناس وانتقادى فى محله ولعلها "صرخة".
ثم أشار إلى مكتبة ودار نشر الكيلانى، وقال"لقد كتبت عليها "دار سبيل الله العلى الأعلى المتعالى" حتى أنال ثواب من ينظر إليها، وعقب على ذلك قائلا "أنا أحب المجتمع وأرى أن كتابى الذى أطبعه خدمة للدين والخلق"، وضرب مثلا "فنشرت كتاب "حرمة التدخين والمسكرات" لنصر فريد واصل المفتى السابق الذى أقيل لجرأته على التحريم، ثم أخذ يحلل أسباب التحريم.
ثم تطرق إلى الهجوم على مشروع "ابنى بيتك"، وقال "كيف يسكن الشاب فى 35 متراً؟ ثم تساءل "هيا الأرض عندنا قليلة؟"، وأكد أنه قدم مشروعا للرئيس "عبد الناصر" ينظم الإسكان فى الخمسين سنة المقبلة مقابل 10 جنيهات للمتر.
وتذكر فجأة أن موضوع الندوة هو أدب "كامل الكيلانى" وقال: الحديث عن كامل الكيلانى يطول فقد خرج فيه 10 رسائل ماجستير و5 رسائل دكتوراه، لكن لابد أن نتحدث عن شئون ديننا.
بعدها تحدث "الكيلانى" عن موضوعات متفرقة منها "أزمة اللغة العربية"، كما وصف الكتب الجنسية أو التى تتناول الجنس "بالموبقات"، وأشار إلى رفضه "طباعة ورق السجائر والكوتشينة" لأنها "حرام"، وكذلك "أنفلوانزا الخنازير" التى هى اختراع غربى لا وجود له، وغيرها...
وعلى طريقة "خطب الجمعة" افتتح الدكتور غريب جمعة حديثه بالصلاة والسلام على سيدنا "محمد" والصحابة والتابعين، ثم انتقل إلى موضوع حديثه بعد أن قال "أما بعد"، وقال "لعلكم تعجبون من هذه المعرفة التى تحولت إلى حب فى "الله ورسوله"، وأشار إلى أن سبب معرفته برشاد الكيلانى "هو رفضه طباعة إعلانات البيرة والسجائر"، بعد أن قال له "الكيلانى" "لقد أعطانى الله مطبعة لا لأحاربه بها بل لينتفع الناس بها".
ثم عاد "الكيلانى" إلى الحديث مرة أخرى وأشار إلى تجربة "والده" فى نقل ألف ليلة وليلة لأدب الطفل، بعد أن أصلح وأزال ما بها من "جنس" قد يؤثر على أخلاق وسلوكيات الطفل.
اختتمت الندوة بعد أن التف الحاضرون حول "الكيلانى" وصافحوه وشكروه على حديثه الطيب متمنين أن يجعله الله فى ميزان حسناته.