احتدمت المنافسة خلال الساعات القليلة الماضية، بين كل من مكرم محمد أحمد، وضياء رشوان، المرشحين الأوفر حظاً ضمن 7 مرشحين على منصب نقيب الصحفيين، وأجر كل منهم "تربيطات" انتخابية، كشفها مراقبون موضحين أن النقيب المنتهية ولايته يعتمد على أصوات مجلة المصور ورؤساء تحرير عدد من الجرائد، على رأسها الجمهورية، والأهرام وصحفيى المسائية فضلاً عن صحفيى الحزب الوطنى.. فيما يعلق مرشح تيار الاستقلال ضياء رشوان أملاً على الصحفيين الإخوان، وأنصار محمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات، وأبناء الصعيد فى بلاط صاحبة الجلالة.
وبرغم أن جماعة الإخوان عادة لا تعلن مواقفها من أى انتخابات نقابية، غير أن مراقبين أكدوا أن الخلاف الذى نشب بين عبد القدوس، ومكرم جعل أصوات صحفيى الجماعة أقرب لضياء.
ويظل الناصريون، وعلى رأسهم جمال فهمى، وحمدين صباحى، إضافة إلى اليسار ويحيى قلاش، وأعضاء لجنة الأداء النقابى، أحد أهم مراكز القوة لصالح مرشح تيار الاستقلال، كما يرى بعض الصحفيين أن إلغاء نظام التصويت حسب المؤسسة التى ينتمى إليها الصحفى والاعتماد على نظام أبجدية الحروف فى ترتيب الناخبين، يصب فى صالح رشوان لأنه يعنى التخفيف من سطوة المؤسسات القومية على الانتخابات و التعامل مع الناخبين كأفراد وليس كمؤسسات، وبالرغم من ذلك يتردد بقوة أن عددا من إصدارات الأهرام وعلى رأسها "الأهرام ابدوا" ونسبة كبيرة من مؤسسة الأخبار مع رشوان.
وبعيدا عن الصحفيين المنتمين للحكومة والمعارضة تقف فئة ليست بالقليلة من الصحفيين ممن لا ينتمون لأى من الأحزاب أو التيارات السياسية، موقف الحاسم الحقيقى فى هذه الانتخابات، حيث تصل نسبتهم لأكثر من 30% من أعضاء الجمعية العمومية، وهى الفئة التى لا يستطيع أحد التكهن بموقفها من أى من المرشحين.
كما يمثل إضراب صحفيى الشعب عن الطعام أحد العوامل المؤثرة ضد مكرم، على الرغم من تأكيداتهم لليوم السابع بأنهم لم يتخذوا موقفا موحدا مع أو ضد أحد المرشحين، فلكل منهم صوته الذى سيعطيه للمرشح الذى يريده، ولكن يتوقع البعض أن تحدث مشاحنات بينهم وبين أنصار مكرم، بعدما انتقدوا موقف النقيب من قضيتهم وعدم تحقيقه لمطالبهم التى اعتصموا من أجلها منذ ستة أشهر، حيث عبروا عن عدم رضائهم بتفاوض مكرم حول فتح ملف تأميناتهم الاجتماعية فقط، وعدم التفاوض على زيادة أجورهم وتوفير فرص عمل لهم.
كما ينوى صحفيو الشعب التعبير عن موقفهم واحتجاجهم بكل الطرق المتاحة أمامهم أثناء الانتخابات، حسبما أكد خالد يوسف الصحفى بالشعب والذى بدأ إضرابه عن الطعام منذ يوم الأربعاء الماضى، قائلا سنعبر عن مشكلتنا غدا بكل الطرق والوسائل الاحتجاجية المتاحة أمامنا وسنطرح مشكلتنا على الجمعية العمومية للنقابة.
ومن ناحية أخرى بدأت اليوم حرب الشعارات تشتعل بين المرشحين، حيث جاءت لافتات مكرم عليها شعاره "أحتكم إلى ضمائركم"، و"ألتزم بكادر جديد للصحفيين"، وفى المقابل حملت لافتات ضياء شعاره " نعم للتغيير"، ولعل أغرب اللافتات التى تم تعليقها هى تلك الخاصة بالمرشح على منصب النقيب محمد مغربى والتى جاء فيها "من يحب النبى والحسين وعلى.. فليعط صوته لحفيدهم المغربى.. الشريف محمد المغربى نقيبا للصحفيين كخطوة للترشيح لرئاسة الجمهورية، صلى على النبى وانتخبنى.. أنا من سلالة عبد الرحيم القنائى"، وهو ما دفع بعض الصحفيين للتعليق على اللافتة قائلين "دى بقت نقابة مولد النبى مش نقابة صحفيين".
فى حين ظل أحمد الجبيلى– رئيس حزب الشعب- يوزع بيان على كل صحفى يدخل النقابة يتهم فيها الحكومة بالسطو على النقابة ويقول لهم "أنا هجيب 2 مليون جنية للنقابة"، وهو الأمر الذى دفع لجنة الأداء النقابى تطالب بإصدار قرار بمنع كل مرشح على منصب نقيب الصحفيين من الترشح مرة ثانية لهذا المنصب فى حال حصوله على أقل من 10 أصوات، واعتبرت اللجنة هذا العدد الهزيل من الأصوات يعد مهانة للنقابة، ولأن ترشيحه ليس سوى مرض وفوبيا الظهور الإعلامى.
وأضافت اللجنة فى بيان لها أن عدداً من المتقدمين للترشيح حاليا سبق أن خاضوا الانتخابات ولم يحصلوا على أكثر من 4 أصوات، ومن المضحك أن بعضهم زعم أن الأمن كان وراء سقوطه!!.
ولعل أكثر الوجوه الذى ستفتقدها الانتخابات غدا، هو وجه محمد عبد القدوس المعروف بخفة ظله وجولاته المعتادة على جميع اللجان الانتخابية وميكرفونه الشهير، نظرا لإجرائه عملية جراحية مؤخرا، جعلته يلزم الفراش.
الناصريون والإخوان و"أبجدية التصويت" يرجحون كفة رشوان.. ومكرم يعلق الآمال على المؤسسات القومية.. وهواجس اعتصام صحفيى الشعب تطارده قبل ساعات الحسم بـ"الصحفيين"
السبت، 05 ديسمبر 2009 08:24 م
ضياء رشوان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة