محمود عيد يكتب.. ليلة محاكمة.. حسن شحاتة

إنه لأمر عجيب ..أن تنقلب الأمور بين طرفة عين وانتباهتها..تتبدل الأحوال وتسير الأمور بصورة سريعة وعجيبة.. فتبدأ بحصار المصريين فى السودان وتنتهى بحصار سفارة الجزائر فى مصر وبينهما العجب العجاب.. تدخلات لوزراء خارجية استدعاء سفراء.. وهجوم إعلامى حاد.. وجلسات خاصة لمجلس الشعب.. وتصريحات حكومية ونصائح دولية لمصر بضبط النفس.. وإصدار بيانات شعبية وحكومية وحكومات تشجب وتندد.. لما كل هذا .....؟

ألم نتساءل يوما ما دفع بنا إلى هذا وماذا وراء ذلك.. إنه غضب شعبى ناتج عن سوء تعامل بين جماهير مصرية تشجع كرة القدم كرياضة يهواها المصريين .....وبين ميليشيات جزائرية لا تعرف كرة القدم ولا تعرف أخلاق الرياضة ... ولا تعرف أصول الأدب فى التعامل مع البشر ... فمن سافر استعدادا لهجوم شرس ودبر لجريمة جماعية لها مخططون .... ولها عقول مدبرة ورصدت لها مبالغ طائلة لشراء أسلحة ... ليست شعوب و لكنها ميليشيات قادتها وحفزتها ومولتها حكومة الجزائر ... فلم يكلف أحدهم خاطره بأن يرسل اعتذارا رسميا لوزير خارجيتنا .... أو لرئيس الحكومة .... وهذا دليل على سبق الإصرار والترصد ودليل على التخطيط المسبق ... وعلى أى حال رب ضارة نافعة....فقد جنت براكش على نفسها ...فأخلاق المصريين تترفع عن مثل تلك المهاترات التى تنم عن وقاحة وحقارة شعب لا يقبل الهزيمة فى مباراة كره قدم و تكشف النقاب عن حكومة ينقصها رجاحة العقل و ضبط النفس.

وأذكر أهل مصر والفريق القومى والمدرب حسن شحاتة بأن هذا الحدث لصالحكم فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فإن لم تحدث هذه المشاحنات لكانت قلوب المصريين مليئة بحزن الهزيمة ولكانوا ناقمين على الفريق القومى الذى أبلى بلاءا حسنا وقدم مباراة جميلة ولكان اجتماع مجلس الشعب لمحاكمة حسن شحاتة المدرب الذى بهر الجميع بأخلاقه وأداءه فإن الله قد رحمنا من مرارة إحساسنا بها وأبدلها بحب وعناق وموقف رائع للمصريين خلف قيادتهم الحكيمة وهذه هى مصر ... وهؤلاء هم أهل مصر ....وتلك هى القيادة .... فتعلموا الدرس أيها الجزائريون ...