ظهر خلال الأيام الأخيرة نمط حياتى جديد كان قد تغيب عن المواطن المصرى منذ زمن ويعرفه جيداً الذين عاشوا ايام الانتصارات المصرية ، وهذا النمط هو الانتماء للعلم المصرى .
والمراقب للشارع المصرى خلال الأسبوعين الماضيين قد لاحظ أن العلم المصرى أصبح يرفرف على معظم الأبنية بالبلاد بل وأصبح ملصقاً على السيارات والمحلات التجارية بل وأصبحت ملابس المصريين تتضمن ألوان العلم .
ورغم أن هذه الظاهرة السامية قد ازداد تمسك الشعب المصرى متأثرين بها لوجود كتيبة مصرية مكونة من مقاتلين مصريين يتزعمهم القائد الوطنى حسن شحاتة (وزير إسعاد المصريين) يقدرون معنى الدفاع عن مكانة بلاهم فى هذا مجالهم إلا أنه يُخشى أن تنتهى بمجرد انتهاء الحالة الكروية الحالية، لذا يتمنى محبو هذا الوطن أن تستمر هذه الحالة لتعيد إلى مشاعر المصريين انتمائهم لبلدهم محاولين تعميم تفوقها الرياضى ليصبح تفوقاً عاماً فى جميع المجالات، وإن كان التفوق المنشود لن يتحقق إلا عن طريق تمسك المصريين بإيمانهم بالله عز وجل أولاً ثم ولائهم لهذا البلد، وعدم تسليط الضوء فقط على المشكلات الاقتصادية التى يعانى درجاتها كافة أنحاء العالم.
رأينا جميعاً دعاء المصريين جميعا - بمختلف عقائدهم وأديانهم - بالفوز باستاد القاهرة قبل مباراة الجزائر ورأيناهم جميعاً فرحين بالشوارع بعد المباراة، ورأيناهم مسافرين محترمين خلف المنتخب للسودان ورأيناهم مقدرين لما بذله إخوانهم من اللاعبين من مجهود رغم غياب التوفيق ، وكل هذا ليس بجديد على الشعب المصرى فقد سبق رؤيتهم متبرعين بالمال والدماء لمساندة المرضى والمحتاجين ورأيناهم مساندين لإخوانهم الفلسطينيين والعراقيين فى محنهم السابقة .
إذن فإن الشعب عندما يرى أنه يجب أن يساند البلاد فإنه يستجيب على الفور ودون أى مطالبات وذلك لغريزة الوطنية الموجودة داخل المصريين ، محاولين تخطى الظروف الاقتصادية .
- هل يمكن الآن إيجاد الوسيلة المناسبة لاستثمار هذه الغريزة الطبيعية لدى المصريين فى تنمية البلاد والتى ظهرت نتائجها فى بعض المجالات الأخرى مثل مشروعات توشكى ومشروعات الطاقة والبترول والمشروعات التنموية الأخيرة ؟
- هل يمكن إيجاد وسيلة لاستثمار طاقات الشباب المصريين التى تفجرت بمنطقة الزمالك خلال الأيام الماضية - لمجرد الشعور بالإساءة – فى تنفيذ مشروعات لخدمة البلاد ؟
- هل يمكن إصدار تشريع يُجبر رجال الأعمال المصريين على عدم إستثمار أموالهم خارج البلاد إلا بنسبة محددة من حجم أموالهم المستثمرة داخل البلاد ؟
- هل يمكن إعادة النظر فى تشغيل الأجانب بمصر إلا بعد تشغيل عدد مقابل من المصريين بالبلد الموفد منها العامل الأجنبى وبنفس الشروط والمعاملة ؟
نتمنى تمكن العاملين على مصالح البلاد من إيقاظ روح الوطنية بقلوب الشباب والأطفال وذلك لاستثمار قدرات المواطن المصرى الأصيل الذى يحافظ عن بلده الغالية .
محمد العزازى يكتب..استـثـمــــــار الــوطـنـيـــة
الجمعة، 04 ديسمبر 2009 10:12 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة