"فى مثل هذا اليوم" قصيدة لأحمد زكريا

الجمعة، 04 ديسمبر 2009 01:03 م
"فى مثل هذا اليوم" قصيدة لأحمد زكريا الشاعر أحمد زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذا اليوم
أقصدُ أىَّ يومٍ
كنت أجلسُ فيه مثلَ الآن
أذكرُ كلَّ شىءٍ حسبما أرَّخْتُهُ
وكأنَّ محورَ عالمى المرئي الله الذى
قد كنتُ طفلاً هادئًا
بالرغم من إلقاء "كيس الساندوتشات" المُعَظِّمِ
عند أمى فى القِمَامَةِ
كلُّ شىءٍ قد أبرره سواكَ
أأنتَ من أجلى
ومن أجلى تسامحنى
إذا ما سرتُ دونكَ شارعًا أو شارعين
عقابُ أمى حين عدتُ مبررٌ
كسكوتِ والدِ صاحبى عند السجائر
لا خطيئةَ بعد هذا اليوم
منذ نبشتُ ذاكرتى أُعَلِّمُ حاضرى
أن يدفن الماضى بعيدا
ثم يمشى فى جنازتهِ وأضحكُ منهما

فى مثل هذا اليوم
من حقى تمامًا أن أُجَمِّلَ ذكرياتى
كى تلائمنى بهذا اليومِ وحدى
كنتُ منتصرًا على الولدِ الذى حين اشتبكنَا بعد ثالث حِصَّةِ
فوقعتُ من أثر اهتزارِ الأرضِ فى زلزالِ تسعيناتِ ذاكَ القرنِ
أمرٌ مقنعٌ ما دام من أجلى

اللهُ أجملُ حين كنتُ مراهقًا متورطًا
فى حب ابنةِ عمِّى الصغرى وضاعتْ
مثلَ هذا اليوم
أذكرُ أنَّه حبٌ لأجلِ العائلة
ليس من أجلى
فلم أعدِ البناتِ الحالماتِ بعرسِهِنَّ مكيدةً كشبابِ جيلى
قطفتنى يا بنتُ قبلَ أوانِ نضجى
مثل هذا اليوم
ليس الحب غير تورطٍ فى كذبةٍ بيضاءَ مثل الثلج
ثم يصير ماءً لا دليل عليه إلا أنه الماء المبَرَّرُ باحتياجِ الماء
أو تفاحةً وسقطتُ حين نضجتُ فوق الأرضِ
أُرضى جاذبيتها العنيدةَ مثل عينيكِ

أبرِّرُ كلَّ شىءٍ قدرَ ما أحتاجُهُ
كم "معاهدةُ السلام" تخُصُّنى
فى مثل هذا اليوم والمقهى ملىءٌ باحتمالاتٍ تفوقُ مبرراتى
هؤلاءِ وهؤلاءِ وهولاءِ وهؤلاءِ
يمرِّرونَ الوقتَ فى بطىءٍ على إيقاعِ زهرِ النرد
سوف أهدُّ عالمَ هؤلاء
ولن أعاتبَ هؤلاء
اللهُ أجملُ حين أبحثُ عنه فى نفسى
إذنْ
سأعودُ فى هذا المساء مبكرًا
أُرضى أَبى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة