بداية لازم نتّفق ونقرّ ونجزم ونعترف ونسلّم أنّ مصر هى الأفضل فى كل شىء بين الدّول العربيّة، بل وفى المنطقة كلها ولمّا يحدث هذا الإقرار بالحقيقة على حسب كل المقوّمات والمعايير، يبقى بعدها نحبّ أن نوضّح شيئا مهمّا وغائبا عن بال كثيرين.
عندما يطلع أىّ شخص أيّا كان أو أيّا كانت جنسيّته عندما يتكلم بالسّوء عن مصر أو يذكر أىّ سلبيّة عنها فقد يكون محقّا أو مبالغا فى بعض الأشياء، ولكن المهم أنّه عندما يقول ذلك فهو يقصد ويعنى بالطّبع أن مثل تلك السّلبيّات موجودة وبدرجات متفاوتة فى كافة الدّول العربيّة والغير عربيّة مثل إيران مثلا لأنّنا نعود فنكرّر ونذكّر أن مصر فوق القمّة، أى أنه لو أن الأوّل على الجمهوريّة فى مجال ما لديه عيوب فهى موجودة فيمن هم أقلّ منه أيضا بكلّ تأكيد، وبالتّالى فهو إقرار ضمنىّ أنّه فى كل الأحوال إيجابيّاته أكثر من الآخرين وسلبيّاته أقلّ من الآخرين.
بالتّالى فلو أنّ مصر فيها حرّية تعبير ولا ترهب أو تسجن أو تقاضى أو تهدّد أو تمنع أىّ شخص مصرىّ أو غير مصرىّ من أن ينتقدها أو ينتقد رموزها، بينما دول أخرى عربيّة وغير عربيّة تمنع ذلك داخلها وخارجها إلى حد تصفية معارضيها أيّا كانت صفتهم أو مراكزهم، فهذا لا يعنى أبدا أنّهم ليس فيهم عيوب مثل مصر بدرجة أكبر على تفاوتها بين الدّول الأخرى وبعضها، وبالتّالى أيضا فالأغبياء الّذين يزايدون على قيمة مصر ويتحججّون أن من يشتم فقط يشتم على مصر هم يدارون رؤوسهم فى الرّمال ويغالطون أنفسهم ولا يجب أن نسكت لهم وأن نفهمهم الحقيقة.
عندما تكشف مصر العيوب فى مجتمعها فهى تعرّى كل العرب وغير العرب فى المنطقة، وليس فقط تنتقد نفسها لأنّ سلبيّات العرب غالبا واحدة وبدرجات أشدّ وأقسى من مصر لكنّهم ممنوعون من التعبير أو لا يتقنون التّعبير مثل المصريّين، وبالتّالى فمصر فى كلّ الأحوال على القمّة والبقيّة وراءها وبعدها وأقلّ منها فى كلّ شىء، وهذا ما يجب أن نفهمه ونتذكره دائما، وعندما نقول عن سلبيّة فهى عند باقى الّدول لكنهم يخفونها وموجودة عندهم أكثر من مصر، ونقول ذلك لأنّ كثيرين من الأغبياء يحكمون على مصر بمقدار الانتقاد الّذى يسمح به إعلامنا ولا يسمح به إعلامهم.
إلى الحدّ أنّ بعض الحمقى يتصورون أنّ أحداث أفلام السبعينات تجرى اليوم، وأن مرتّبات النّاس كما تظهر فيها هى مثلها اليوم، ويظنون أنّ مصر كلها تعيش فى المقابر والعشوائيّات، وكلّها فيها راقصات وما إلى ذلك من خزعبلات وتضخيم وانطباعات خاطئة وبالطّبع لأنّهم فى الأصل جهلة وذكاؤهم محدود، فيصدقّون كلّ ما تروّجه القنوات المشبوهة ضدّ مصر أيضا حتّى الإعلانات التّى غرضها تشجيع الزكاة ورعاية اليتيم وتحديد النّسل تسىء لمصر أمام الأغبياء فى الخارج دون أن تشعر.
يقينا نحتاج لوقفة إعلامية وإعادة تقييم بما يضع النقاط فوق الحروف.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة